الأحد، 25 مايو 2008

( الحلقة السابعة ))

توقفت في الحلقة السابقة عند حيرتي في كيفية مواجهة صلف مسئول الجودة النوعية والذي لم يكن مقتنعاً بتكليفي بل أنة كان معارضاً لهذا التكليف الذي لم يتم إستشارتة فيه وهو يعتبر ذلك تهميشاً لرأيه ومخالفاً لما ينادي بة من تطبيق معايير الجودة في اتخاذ القرارات
وفي اعتقادي إذا كان هذا هو السبب الحقيقي لرفضه فهو على حق لأن أحد أهم معضلات مهنتنا هو أن كثير من القرارات تتخذ بحق منسوبيها بدون معايير فكثير من مدراء التمريض أو من هو في حكمهم من رؤساء أقسام أو مشرفين يتم الزج بهم إلى سدة المنصب دون تهيئه أو إعداد جيد مما يجعلهم يواجهون الكثير من المتاعب والصعوبات التي غالباً ما يكون خاتمتها الفشل الذر يع لمهمته ليس بسبب رغبته في الفشل ولكن لأن المعايير غابت أثناء اتخاذ القرار ولذلك على أي مسئول أن يفكر كثيراً قبل اتخاذ قرار بحق أي شخص دون أن ينطبق على الأقل الحد الأدنى من المعايير إن وجدت وإذا لم تكن موجودة فيجب إيجادها وفي حال تطبيقها فأنني أجزم أن النجاح سيكون حليف معظم القرارات وهذا مع الأسف ما لا يحدث فمعظم قراراتنا تأتي مبنية على الأهواء والمزاجية والعلاقات الشخصية وهي إشكالية مزمنة تعاني منها معظم مؤسساتنا الخدمية ولهذا كم أتمنى أن نتعلم من أخطاء غيرنا ونحاول أن نجعل منها سبباً لنجاحنا وأن لا نجعل من أنفسنا صورة مكررة لغيرنا وهذا ما تعلمته من هذه التجربة التي مررت بها ماذا حدث لي بعد ذلك لقد ذهبت لمديرالمستشفى وشكرته على قراره وعبرت له عن امتناني بهذه الثقة ولكني لم أخفي علية مخاوفي الكبيرة من إمكانية فشلي في هذه المهمة التي لم يحدث على مر تاريخ المستشفى ومنذ إستحداث هذا القسم الحيوي أن كُلف أي عنصر سعودي للعمل بة ولذلك سأكون بلا شك ضحية لهذه التجربة إذا لم أجد قبولاً من رئيس القسم وهو عامل أساسي لنجاحي شرحت لة أنني عرفت أن رئيس القسم يرفض هذا التكليف وهذه ستكون عقبة كبيرة في طريق نجاحي عندها قال لي لقد مررت بكثير من التجارب وعليك إضافةهذه التجربة وعليك تقييم الوضع بعد المرور بها وكل هذه المخاوف هي سابقة لأوانها وعليك التحلي بالصبر مع رئيسك قدر المستطاع وسأدعمك إن واجهتك أي معضلة ثق بنفسك أنت قادر على التأقلم معه كانت هذه آخر الكلمات في لقائي مع سعادة مدير المستشفى الذي كان من أعظم المسئولين الذين تعاملت معهم في حياتي فهو إداري مخضرم من طراز فريد أخذت بنصيحته واستعنت بالله وباشرت العمل بالقسم الذي كان مكون من مكتبين منفصلين أحدهما لرئيس القسم والمكتب الآخر للسكرتاريا أو المنسقة وقد كانت وحيدة مع ذلك الرئيس الشرس جداً لم يكن موجوداً كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف كان مكتبة لا زال مقفلاً ومكتب السكرتارية أو مكتب التنسيق مفتوحاً كان بابه في مواجهة مكاتب إدارة التمريض التي أبت إلى أن أكون في مواجهتها بهذا القرار سلمت عليهم أثناء مروري لم يرد أحد منهم السلام لم أعهد أن السلام أمراً غير مرغوب فيه بين البشر إلا ذلك اليوم يا للهول إلى هذا الحد
تمتلئ قلوب البعض بالغل لا بأس كنتُ لا زلت لا أعرف مقر الجودة النوعية وأخذت أقرأ اللوحات على أبواب المكاتب حتى وصلت إلى المكتب طرقت الباب فقالت لي الموظفة تفضل هل بإمكاني خدمتك فقلت لها أنا الموظف الجديد هل وصلكم الخطاب لدي صورة من التكليف أوه نعم نعم تفضل أنت موسى تفضل الحقيقة أنني سعيدة بهذا القرار هذا القرار أتى متأخراً كان يجب أن يكون هُناك سعودي منذ زمن ليتدرب معي أنني أواجه المشاكل وحدي عذراً لا يوجد سوى مكتب واحد وأنا وحدي هُنا عليهم توفير مكتب آخر قلتُ لها لا بأس لا تهتمي قد لا أستمر هُنا لوقت طويل أتمنى أن لا أكون قد سببت لك أي إزعاج قالت أبداً أبدا تفضل سنتدبر الأمر المكاتب كثيرة وأنت بمثابة الأخ الأصغر لي . أبنائي في عمرك أرجو أن لا تشعر بحرج فقط تفضل بالجلوس لحين حضور رئيس القسم لنعرف رأيه ولا تخشى شيء سأقوم بتعليمك أدق تفاصيل العمل مرت ساعة اثنتان الساعة تشير إلى 11 صباحاً وصل الرئيس بحفظ الله ورعايته في الوقت الذي قرره هو لا رقيب ولا حسيب فهو فوق مستوى المساءلة أطل بطلعته البهية من الباب بوجه لامع متشبع بالنوم بادرته السكرتيرة قود مورنق سير رد هاي من هذا قالت هذا الموظف الجديد أوكية لت هم كم تو مي أفتر 15 منتس أوكية سير وبعد 15 دقيقة اصطحبتني إلى مكتبة بعد أن اتصلت بة تستأذنه في ذلك. دخلت ولا أدري كيف سيكون الحوار أذن لنا بالجلوس وقال لي ماذا تعرف عن الجودة قلت له أنا لا أ أعرف الكثير عن التفاصيل ولكن ديننا الحنيف ورسولنا الكريم علمنا الجودة قبل 1400 عام عندما قال أن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه والإتقان هو يمثل بالنسبة لأي مسلم جودة العمل بالمعرفة التامة بأدق التفاصيل مع الإخلاص والتفاني في آدائة والصدق في تأديته دون رقيب هذا كُل ما أعرفه عن الجودة تأملني لدقائق ثم أنفجر ضاحكاً ثم صمت وأنا في ذهول من تلك الضحكة التي جلجلت في رأسي ثم قال كلام جميل هذا الكلام جميل ولأول مرة أسمعة وإذا كان حقيقياً فأنتم لسم بحاجة لهذا القسم أنني لا أرى هذا مطبقاً في حياتكم كمسلمين لماذا لا أرى أحداً يطبق هذا القول العظيم قاطعته نعم كلامك صحيح لأننا لو فعلنا ذلك لما احتجنا لخبراء جودة ولأنها حكمة إلهية ليعرفنا بضعفنا البشري وقد
قال الله كذلك في كتابة الكريم ( وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات ) والمقصود هُنا في الدرجات العلمية فمقدراتنا العلمية لا يمكن أن تتساوى أبداً ولو تساوت لانقطعت أسباب الرزق لخلقة وهُنا تتجلى قدرة الخالق الذي لا زال هُناك من خلقة من لا يؤمن بوجوده أو أنة يتجاهل وجودة وحكمته أزداد ذهولاً وقال حسنناً حسنناً ستعلمك السيدة ( نسيم باندت ) تفاصيل مهامك وعليك أن تتقديد بها وسأطلع على أدائك ونقيمك بعد 3 أشهر خرجت من عنده وهو يسترق النظر إلي بطريقة لا اخفي عليكم أنها قد أخافتني فسألت السكرتيرة علها تستطيع تفسير تلك النظرة المريبة فقالت يا موسى لقد أسعدني ردك علية أنني في غاية السعادة والانبهار بما دار بينكم من حوار ومصدر سعادتي أنني ولأول مرة ومن خلال عملي مع هذا الرجل لم أعهد أنني لاحظت علية الاهتمام بأي محاور مثلما رأيته اليوم وبالتأكيد أنة لم يكن يتوقع إجابتك تلك فأنت قُلتَ الحقيقة حول معنى الجودة وما هيتها معتمداً على ديننا الإسلامي وهدي النبي الذي علمنا كُل شيء وهو ما لم يتوقعه من شخص قليل خبرة مثلك وأنا أكاد أجزم أنة بعد هذا الحوار سيعيد حساباته في كيفية التعامل معك ولكن لا تخاف أبداً وهذه بداية قوية وكل ما أريده منك أن تتعامل معه بلطف ولا تحاول إستفزازة فهو عنيد جداً ومتسلط وكلمته مسموعة لدى الإدارة إلى حد بعيد حاول أن تشعره بأهميته وأنك بحاجة ماسة لتوجيهاته ولا تحاول مخالفتها على الأقل في الوقت الحاضر ودعنا ننتظر ولا نستبق الأحداث كُن مستمعاً ومشاهداً فقط وسأحاول إقناعه بأن تكون عضواً في كُل اللجان فمن خلال اجتماعات اللجان تستطيع تعلم الكثير من أسرار العمل بقسم الجودة النوعية. كُنت أنصِت إليها بكُل اهتمام ثم قالت يا موسى اليوم لدينا اجتماع للجنة الوفيات وهي لجنة تجتمع إسبوعيا وتعتبر من أهم اللجان التي تناقش بعض الحالات التي يعتقد أنها تعرضت للوفاة بسبب عدم الاهتمام بتطبيق بروتوكولات الرعاية الطبية المعمول بها في المستشفى ضمن معايير الموضوعة من قبل وزارة الصحة وهذه اللجنة تُعنى بمناقشة تلك الحالات ويرأس هذه اللجنة المدير الطبي أو من ينوب عنة وعضوية عدد من الاستشاريين مع استدعاء الطبيب المعالج إذا لزم الأمر لمناقشته حول أي ملاحظة أن وجدت وتهدف هذه اللجنة إلى تحسين مستوى الأداء لدى الفريق الطبي المعالج من أطباء وتمريض وفي حال وجود إهمال من أي شخص يتم إحالته إلى المساءلة القانونية ومن تتخذ إجرآت عدم تكراره ويدون ذلك في محضر الاجتماع ويحفظ كمستند قانوني يصادق علية الجميع ويتم مراجعته من قبل لجنة عُليا تشرف عليها الشؤون الصحية تقوم بزيارة القسم من وقت لآخر . ولكن لا أنسى أن أذكرك أن كُل ما يدور من نقاشات يجب أن تبقى سراً يجب المحافظة علية وعدم إفشاءه وأنت مطالب بالتقيد بذلك انتهى كلامها ومدت يدها إلى ملف يظم وقائع محاضر الاجتماعات لتلك اللجنة وناولتني إياه وقالت حاول قراءة هذا الملف لحين وقت الاجتماع الذي سيبدأ الساعة الواحدة ظهراً . أخذت أقرأ تلك المحاضر وليتني لم أقرأ ولم أطلع عليها قصص تدمي القلوب وضحايا بالجملة يقابلها توصيات وقرارات صارمة ولكن كُل تلك القصص لا بد أن تبقى سراً إلى الأبد والقرارات والتوصيات بدورها لا صدى لها لأنة حبر على ورق أتدرون لماذا لأن الأشخاص اللذين ارتكبوا تلك الأخطاء كانت أسماء تتكرر في معظم المحاضر وبقوا يتمتعون بكامل امتيازاتهم ولم تنفذ أياً من تلك القرارات على الأقل في تلك الحقبة الزمنية قبل 13 عاماً حينما كُلفت بالعمل بهذا القسم لم أكن أعي حينها سبب عدم معاقبة أولائك الأشخاص ولكني اكتشفت مع الأيام أنة لا يوجد شخص مخول باتخاذ أي إجراء قانوني صارم تجاه هؤلاء بسرعة دون تأخير أو تسويف لأن ذلك يحتاج إلى إجرآت طويلة ومعقدة يخشى الجميعالخوض في تفاصيلها لأنها ببساطة وجع رأس فكل ما يدور بين المجتمعين اللذين كانوا معظمهم من جنسيات أجنبية آنا ذاك مجرد احتمالات فالعمل الطبي لا يوجد فيه شيء واضح 100% وغالباً ما تضيع احتمالية الخطاء الطبي في بحر المضاعفات الطبية التي تصبح هي السبب في كُل ما يحدث وبذلك يبقى الجميع في مأمن من العقاب ولذلك يطالب البعض بإستحداث نظام التفويض للمنشآت الطبية بالأستغناء عن أي شخص دون إبداء أسباب طالما إرتكب أي خطأ يعرض حياة الناس للخطر مثلما معمول بة في نظام الأستغناء عن أي طبيب أو ممرض من منسوبي شركات التشغيل الطبي دون إبداء أسباب على الأقل للعنصر الأجنبي
وأما الجنسية للمجتمعين فأنها تلعب دور كبير في إنقاذ البعض من
المساءلة يعني بوضوح أكبر شيلني وأشيلك طبعاً هذا الكلام كان زمان أيام العنصر الأجنبي كان يمثل الأغلبية أما اليوم فقد أختلف الوضع بعد أن أتى الطبيب السعودي الذي أصبح كُل مستشفى يذخر بعد من الاستشاريين السعوديين والذي يتعاملوا مع مثل هذه الأمور بكل أمانة ومصداقية وحيادية حيث أصبحت هذه اللجنة ومعظم اللجان يديرها العنصر السعودي ولم يعد في الحسبان استمرار مثل تلك الأخطاء . المهم أنني أقفلت الملف وأنا أقول ( يا غافل لك الله ) ( ويا مسئول وينك وما فائدة وجودك إذا كُنت قد وليت من لا يرحمك ولا يرحم أبناء جلدتك وجعلت منهم الحكم والجلاد ) لم أعرف قيمة السعودة وأهميتها إلا بعد قرآتي لهذا الملف ولإعمال هذة اللجنة
وهذة السعودة التي يقاتل من أجلها وينادي بها الجميع من العجيب تسير ببطء وكُليات الطب تضع العوائق والشروط التعجيزية أمام أبناء البلد مكرسة بذا النهج بقاء العنصر الأجنبي إلى ما لا نهاية بينما لو أن المسئولين فيها قرأ الواقع المؤلم الذي يمارسه الأجنبي لعرفوا قيمة أبناء البلد اللذين ترفض كليات طبنا الموقرة قبولهم وتضع في طريق استيعابهم شروط تعجيزيه مع أعداد قبول مخجلة لا تقارن بحاجة منشآتنا الصحية التي تأن وتشتكي من حاجتها الماسة لهم إن وجود الطبيب السعودي المؤهل والممرض والممرضة السعوديين المؤهلين حاجة ملحة وبأعداد كبيرة لن تغطي العجز الذي تعانيه منشآتنا الصحية لأن العجز كبير والتطور مذهل والتوسع يفوق الخيال والانفجار السكاني يسير بوتيرة متسارعة يعجز الجميع عن التحكم فيه أو تقنينه إذا الحل هو دراسة الواقع المخجل للتعليم العالي الذي يغط في سبات عميق وكأنة يعيش في كوكب آخر وإذا لم يصحو في عهد ملك الإنسانية الزاهر الذي ينفق بسخاء إيماننا منة بأهمية ابن الوطن وأهمية حملة لمسئولياته الوطنية فأننا سنبقى متأخرين وستذهب الطفرة الاقتصادية التي نعيشها في هذا العهد الزاهر فما نعيشه اليوم من رخاء بحاجة إلى صحوة من الجميع لإستثمارة الاستثمار الأمثل في ما يفيد الوطن والمواطن فمن يدري ما تخبئ الأيام فالعالم يموج بالأحداث التي بالتأكيد أننا لن نكون في منأى عنها ولن يكون من صالحنا أن يبقى العنصر الأجنبي مسيطراً على الساحة لأنة بيده قرار الرحيل والتخلي عن خدمة بلدنا في أي وقت يشعر أن حياته في خطر وليس للبلد إلا أبنائها الذين لن يتخاذلوا عن خدمتها إذا ادلهمت الخطوب . أعرف أن الجميع يعرف ذلك ولكن الواقع يقول أن هُناك من لا يستشعر هذا الواقع الذي يتجاهل البعض بقصد أو بغير قصد عذراً غالباً ما أخرج عن النص وأعرج على أمور أكبر من حجم قلمي ولكن الحديث يجر بعضة بعضا رغما عني يأتي هذا الجنوح الذي أقول لعل وعسى أن يقرأءة عقل رشيد فيعلق الجرس ويدق ناقوس الخطر في آذان المسئولين اللذين نعول عليهم الكثير من الآمال وما أكثرها أسأل الله أن يوفقهم لما فيه الخير للجميع. أول اجتماع يفترض أن أحضرة هل حضرته ؟؟ ما الذي حدث قبل الاجتماع وبعدة ؟؟ لماذا عارض رئيسي حضور هذا الاجتماع ؟؟ ما الذي حدث ؟؟ أول معركة بين الوفيات ومن أجل الوفيات رحمهم الله ورحمني وإياهم رحمة واسعة ؟؟ هل نجح في إقصائي هل نجحت في أقناعة بضرورة الحضور كُل هذا!!! ومن ثم سأحكي لكم قصة في غاية الطرافة عندما تم التعامل معي في مؤتمر الجودة النوعية بمستشفى الملك فهد بالباحة على أنني ( خبير للجودة ) لأن بطاقتي التعريفية كُتبت من قبل المنظمين على أنني ( استشاري للجودة النوعية ) كيف تصرف مع الموقف وكيف أقمت في جناح خاص بينما مدير المستشفى ومساعديه لم يحضوا بتلك الامتيازات التي حظيت بها بسبب خطأ مطبعي فشكراً للأخطاء المطبعية التي مكنتني من التعرف على الأجواء المخملية التي ينعم بها الطبقة الأرستقراطية نقلة نوعية من حياة ممرض مطحون بائس إلىشخص يعامل كــ (VIP) هذا تتابعونه في الحلقة القادمة بإذن الله وإذا كان في العمر بقية فللحديث بقية !!!!

ليست هناك تعليقات: