السبت، 20 ديسمبر 2008

(( هل يقرأ معالي الوزير وكُل مسئولي الوزارة ما يُكتب في الملتقى الصحي؟؟))

نشرت لي مجلة المُلتقى الصحي التي تُصدرها هيئة التخصصات الصحية هذا الشهر مقالاً تحت هذا العنوان
وقد سعدت بتفاعل بعض وكلاء الوزارة الأيجابي مع المقال وإتصالهم بي موضحين أنهم يقرأون بدليل أنهم قرأوا مقالي هذا
وأنا أقول شكراً لكم لأنكم تقرأوننا وشكراً لكم لأنكم تأخذون ببعض أفكارنا
فإلى المقال:
(( هل يقرأ معالي الوزير وكُل مسئولي الوزارة ما يُكتب في الملتقى الصحي؟؟))
سؤال ساذَج كصاحبة لأني وحدي سأتولى الإجابة علية دون أن يرف لي جفن مجيباً على نفسي الأمارة بالسوء وعلي يعود وزر هذه الأجابه.أقول !! لا أحد يقرأ !! لا!! بحجم الجبال التي جعلها الله أوتاداً لهذه الأرض لألا تميد بنا أقول !!لا !! بحجم اللآت التي ترفض كُل ما يكتبه نفر أكاد أتهمهم بالجنون لإصرارهم العجيب على طرح أفكارهم ومقترحاتهم باستمرار دون توقف عبر منبر مجلة الملتقى الصحي , هذه المجلة اليتيمة كرئيس تحريرها الذي هزم اليُتم بإعجوبة ثم ما لبث أن جمع اليتامى من حوله ليكتبوا عبر هذه المطبوعة أفكار يتيمة تبحث عن من يتبناها ويفتح لها دوراً يأويها علها تتجاوز بدورها يُتمَها وتنضج في مطبخ أصحاب القرار.
العجيب أن كُتاب هذه المجلة يعيشون على أمل أن ترى أفكارهم النور ولكن هيهات أن يحدث ذلك وإن حدث فسأعتبره بمثابة المعجزة.
هكذا يبدو المشهد الثقافي عبر هذه المطبوعة بالنسبة لي أفكار تُكتب وتُنثر كل آخر شهر مقالات ساخنة سخونة رغيف الخبز الخارج من فوهة التنور يغري الجائعين الذين يعملون في الحقل الصحي كُلٍ يتأمله بطريقته الخاصة ويرغب في إلتهامة ولكنة يؤثر الجوع دون أن يمد يده إلية ليلتقطه منتظراً أياً من المسئولين عن صحتنا لكي يأتي ويفعل ذلك لأنة المعني بإلتقاطة ثم يتفضل بتوزيعه على طوابيرهم المصطفة ولكن للأسف أن ذلك الرغيف يبقى حتى يبرد ويجف ويتعفن دون أن يحدث ذلك.
ذلك ما يحدث للقارئ فمعظم الأفكار هُنا لا رد أو تفاعل معها, يأتي عدد ويتبعه عدد آخر من أعداد المجلة يحمل المزيد من الأرغفة الساخنة لتلحق بسابقتها من أرغفة (( قصدي أفكار))
وتتجاوز كقارئ الصفحات باحثاً عن تلميح أو تصريح أو تعليق أو إشارة إلى أن مسئولاً في الوزارة قام بدراسة أو تبني أياً من الأفكار التي حملها العدد السابق ولكن هيهات أن تجد ذلك .
أمر يدعو كُل ذي لُب أن يتسآل ما مصير تلك الأفكار أين ذهبت من المسئول عن طرح التساؤلات حول كيفية الاستفادة منها ؟؟
وحدهم أصحاب القرار وحدهم أصحاب الصلاحيات وحدهم أصحاب السُلطة بضم السين القادرين على إجابتنا ولكن أين هُم؟؟
مرة أو مرتان وأعتقد أنها ثلاث مرات على ما أذكر تلقيت اتصالاً هاتفياً من سعادة وكيل الوزارة للمختبرات
الدكتور / عبد الله الدريس ليبدي لي تضامنه وتأييده الشخصي مع بعض ما كتبت وليتكم تعرفون أن الدنيا لم تسعني من الفرحة بتلك الاتصالات الثلاث ولا أبالغ إن قُلت أنني حكيت لكل من أعرف عنها لأنني ببساطة شديدة اعتبرت ذلك حدثاً استثنائيا كون مسئولاً بحجم هذا الرجل بفكرة وثقافته وخبرته لفت انتباهه ما كتبت وقد اكتشفت أن الرجل يداوم على هذا الفعل ويجري اتصالاته بكُتاب آخرين غيري لكي لا تنطفي جذوة الرغبة في الكتابة في نفوسهم ,الأجمل من هذا أنة يشعرك بكُل تواضع أنة أصبح صديقاً لقلمك ومعجباً بأفكارك ويطلب منك بكُل تواضع أن تتفظل بزيارته في مكتبة بل فوق هذا وذاك فهو لا يخاطبك بلقب المسئول بل يقول لك أنا أخوك عبد الله الدريس لكي يلغي التكلف في التخاطب.
أنا لا أقول هذا الكلام استغراباً لفعل الرجل ففعلة هو فعل الكبار بنفوسهم التواقة للخير الداعمة لكل فكر يصب في مصلحة الوطن لأنة وطني من طراز فريد حريص على كل ما يفيد وينمي المجال الذي يعمل فيه ويعرف قيمة الأفكار ويثمنها.
والأشد غرابة في فعلة أنني في كُل ما نشر لي عبر الملتقى الصحي لم أتطرق إلى ما يُهم تخصص الرجل فلم أكتب عن المختبرات ولا عن أكياس الدم وبنوكها التي أرى كيف تتطور وتتبنى أي فكرة تُطرح لتطويرها
وكُل ما أكتبة هو عن هموم مهنة التمريض وكم هي الأفكار والاقتراحات التي تُطرح حولها دون أن يحاول أحد الاستفادة منها لتطوير هذه المهنة ليس لأن المسئولين عنها لا يريدون ذلك بل لأن هذه المهنة يتحكم في مصيرها ومصير من فيها من لا يكترث بها .
وقد تكون كُل الأفكار التي طرحت لم توافق هواهم ولا تسألوني من هُم؟ لأني لا أعرفهم ولكنهم بالتأكيد لا ينتمون لمهنة التمريض كمهنة!
وإليهم أقول أتركوا لأصحاب المهنة تقرير مصيرها وسترون ما يسركم أمنحوا أصحابها كُل الصلاحيات لعمل ما يرونه مناسباً ولا تضعوا في طريقهم العراقيل مهنة التمريض أيها السادة من المسئولين الكبار لا تحتاج أن تبقى تحت الوصاية رغماً عنها .
ولا أريد أن أخوض أكثر في هذا الجانب فرسالتي واضحة وقد تعبت وأنا أكتب عنها حتى باتت كُل الأفكار تحترق في تنور من الآهات قبل أن تخرج.
فسلام عليكم يا من تقرئون أفكار كُل من يكتُب هُنا ولا تسألون عن مصيرها الذي سيبقى مجهولاً بلا إجابة حتى إشعار آخر .
وسلام عليك يا دكتور / عبد الله الدريس أينما كُنت ولعلك تقرأني هذه المرة لتعاود الأتصال بي فقد اشتقنا لملاحظاتك وفهمك العميق وذوقك الرفيع الذي يدفعنا للكتابة من جديد لتبقى الملتقى الصحي منبر من لا منبر له.
والسلام

السبت، 13 ديسمبر 2008

مدراء التمريض من ينقذهم من لوثة المنصب؟؟ الحلقة الرابعة بعد العاشرة

الحلقة الرابعة بعد العاشرة
غبت كثيراً عن هذه السلسلة وشغلتني عن مواصلتها كثير من الأعمال التي لا يعلم بحجمها إلا الله.
ولا أدعي هُنا أنني سوبر مان أو خارق القوى فما أنا وفي كُل ما أقوم به سوى صنيعة الأيام التي طحنت نصف أحلامي.
إلا أنها أهدتني الطُرق المُثلى في حماية ما تبقى منها والوصول بها إلى بر الأمان فسفينتي لا زالت تسير لم ترسو رغم كثرة المرافئ
إنني أعترف أنني أصبحت أشعُر بالتعب والإرهاق من صراع أمواج الحياة التي تحيط بسفينتي إلا أنني أطرد هذا الشعور كلما زارني وأصَبِر نفسي بنفسي بشعور آخر وهو الإحساس بأنني أحقق تقدماً في مسيرة المليون ميل فهي تبدو لي مليونية ولم تعُد ألفية الأميال
أعترف بأنني أحيانناً أشعُر بأنني أحد ملاقيف الدنيا الذين يشقون بشقاء الآخرين تماماً كبعض الزملاء الذين لقيتُهم هُنا ووجدت أنهم يشقون لشقاء الآخرين ويكتبون بلسان حالهم
ففي عملي الحالي وجدت من الأهوال ما يكفي أن أنسى الماضي بكُل ما فيه من أحداث كُنتُ أرى أنها تستحق الحديث عنها هُنا في هذه السلسلة.
إلا أنني أصبحتُ أرى أنني يجب أن أختصر في الحديث عن الماضي وأنتقل مباشرة للحديث عن الحاضر الذي يستحق مني أن أركز علية لأنة أجدى وأنفع وسيفيد المرحلة التي تمر بها المهنة.فالمهنة تمر بمرحلة مُخاض وتعبُر منعطفاً في منتهى الأهمية والحساسيةففي رأيي الشخصي أننا بحاجة لتوضيح ذلك لأصحاب المهنة, فهُناك إعتقاد لدى بعض الزملاء أن حراكنا المهني يعاني من ركود وسُبات وثبات ,وهو إعتقاد خاطئ ليس بسبب فكر مغلوط لديهم بل لأننا لم نسعى للإجابة على تساؤلاتهم الكثيرة التي ظلت حبيسة صدورهم طوال السنوات الماضية .وعندما وجدوا متنفساً ليعلنوا عنها عبر الشبكة الالكترونية (الانترنت)فهي الطريقة الأسهل والأسرع والآمن فاليوم أصبح بإمكان أي شخص أن يصبح أسمة شكسبير أو غاندي أو جيفارا أو الخنساء أو.... أو.... إلى آخر الألقاب التي بإمكان أصحابها أن يعبروا عن آرائهم دون خوف أو تردد, صاباً جام غضبة على البعض تارة يلوح وتارة يصرح وتارة يسخر وتارة يتهم البعض الآخر بالمداهنة والتزلف يتفق مع هذا فيما وافق هواة ويختلف مع ذاك فيما خالف هواة, وفي كُل الأحوال يبقى ساخطاً لأنة بلا هوية وغير معروف لأحد بينما لو أنة معروف ويكتب باسمة الحقيقي لتغيرت لهجته الحادة ولتحرى الدقة في كُل ما يكتب ولأتت أطروحاته متزنة تحمل الكثير من الحلول التي ستصب في مصلحة المهنة ومستقبلها ولا أنكر أن هُناك من يلتزم بأدب الحوار والطرح الموضوعي ويستحق أن يعرف بنفسه للمجتمع التمريضي كونه صاحب فكر خلاق في كُل الأحوال أنا لستُ ضد احتفاظ أي شخص بحرية التخفي وراء أسماء مستعارة ولكني لست مع بقاء هذه الظاهرة في منتدى يفترض بمن يرتاده أن يكون مؤمناً بحقه المشروع في التعبير عن كُل أفكاره ورؤاه على أن يكون مستعداً للمواجهة بالحوار البناء المبني على الاحترام المتبادل وتقدير الرأي والرأي الآخر.
وأنا هُنا وفي هذه الحلقة أود أن أقول أن الإدارة العامة وكُل من يعمل تحت مظلتها بشكل مباشر أو غير مباشر من مدراء تمريض بالمناطق ومدراء تمريض بالمستشفيات ومشرفي تمريض بالقطاعات ومشرفي ورؤساء الأقسام بالمستشفيات ومسئولي التدريب عليهم ضرورة التفاعل مع كُل ما يُطرح سلباً أو إيجاباً والرد على كُل التساؤلات دون تجاهُل أو تحقير لأي من تلك الأفكار أو التساؤلات أو الشعور بعدم أهميتها كونها تأتي مجهولة كأصحابها طالما أنها تأتي بنبض الشارع المهني أو تمس شيء من همومهم خاصة وأن الإدارة العامة هي من وضعت هذه النافذة لتحقيق التواصل فيما بينها وبين منسوبي المهنة وعلى الجميع أن يتوقع كُل شيء وعلى الجميع تقع مسئولية هذا التفاعل والتواصل فالإدارة العامة ليست لوحدها معنية بهذا وعلى الجميع أن يتقبل الهفوة ويُقيل العثرة وعلينا كمسئولين يقع مسئولية التوضيح وبلا إنفعال أو تعالي وعلى كُل من يعمل إلى جوار المسئول أن يراعي الله في النقل وأن يتجنب إثارة المسؤل بنقل معلومة مشوشة حول أياً من المواضيع التي تُطرح بل من واجبة أن ينور المسئول ويساعده على اتخاذ القرار الصائب وتشجيعه على تبني بعض الأفكار الرائعة هُنا فمن المؤسف حقاً أن أرى أن هُناك غياب تام لكثير من مسئولي المهنة على مستوى المناطق والمحافظات فتبقى معظم التساؤلات حائرة بلا إجابة شافية وقلة منهم تجده يشارك في هذا المنتدى الذي وجد ليناقش فيه الكبير والصغير من منسوبي المهنة كل ما يهم المهنة وأهلها.
كما أن المسئولين بالمهنة معنيين بتوضيح أعمالهم وما يقدمون من جُهد في سبيل تطوير المهنة والإعلان عن الأعمال التي يقومون بها ليتعرف الجميع على كُل التطورات ففي ذلك إجابة على التساؤلات كما أن هُناك بعض الأفكار التي نستفيد منها ,وقد لاحظت أن هُناك من يرى أن نشر بعض الأخبار عن تلك الأعمال يدخل في باب تلميع الصورة والتفاخر وإشغال الناس عن ما هو أهم
أو ذر التراب في العيون وهذا الاعتقاد هو إعتقاد فاسد يدخل في باب الحسد والغيرة والعياذ بالله
فبعض الأعمال تستحق الإشادة والتشجيع والمناقشة وطرح الأفكار حولها لتطويرها ولكن للأسف أنها تقابل بالاشمئزاز من البعض ويرى في أصحابها أنهم باحثين عن الشُهرة وتحقيق مآرب شخصية وأطرح هُنا مثال نشر تقرير مصور عن زيارة أحد مدراء التمريض أو لقاء مصور لأحدهم أو أياً من الفعاليات التي نُشرت هُنا فهي لا تحضى بأي إهتمام أو رد والأمثلة كثيرة رغم أننا بحاجة لتشجيع بعضنا البعض والأخذ بأيدي بعضنا البعض.
ومن المؤسف أن التفاعل لا يأتي إلا في المواضيع التي نكون فيها في قمة حدتنا وانفعالنا أو سخريتنا من الآخرين .
والحقيقة أقول أن لدى البعض هُنا القدرة على سحق الآخرين دون أن يرف له جفن وليس لدية الاستعداد للتراجع عن أفكاره مستميتاً من أجل إدخالها قسراً إلى أذهان الآخرين, محيلاً إنطباعاتة الشخصية ورأيه الشخصي إلى أمر واقع وإذا أتى من يعارضه أو يختلف معه
( فعينك ما تشوف إلا النور)
ليتحول الحوار إلى حصار ودمار وإذا تنازل أحدهم عن طيب خاطر أصبح في نظر الآخرين جبانٌ خوار فهم يريدونه أن يبقى ذلك الفارس المغوار الذي لا يُشق له غبار.والبعض سامحهم الله يستغل ( حوسة) المتحاورين ليضرب ضربته فيصفع أضعف الطرفين وأقلهم حيلة بإسم الغيرة وتغيير التسعيرة كما يفعل المضارب في هبوط الأسهم وصعودها ففي كلا الحالتين المكسب مضمون (وخذها يا مظلوم)
أعود لأقول أنني قد قررت التوقف عن هذه السلسلة لأجل غير مسمى على الأقل حتى أنهي ما في يدي فأنا قد كُلفت بالمشاركة في وضع إستراتيجيات إدارات التمريض وأعمالها وصلاحياتها وقد انتهيت منها بحمد الله
وقمتُ بتسليمها لسعادة مدير عام التمريض وكُلفت بالمشاركة بإعادة صياغة إستراتجيات الإدارة العامة وأعمالها بما يتفق وإستراتجية إدارات التمريض بالمناطق بالتعاون مع الأستاذة / هاجر الموسى
وقد قمت بتسليمها هي أيضاً وقد كُلفت بإعادة صياغة أعمال ومهام منسقي الأعلام التمريضيبالتعاون مع الأستاذ/ مالك معيض
وقد قُمت بإنهائها وتسليمها وقد كُلفت بالمشاركة في وضع إستراتيجية الحوافز المادية والتصنيف لفآت التمريض
بالتعاون مع الأستاذة/ رجاء جاد الحق والأستاذ / عبدارحمن الداوود
وبرئآسة د/ منيرة العصيمي وإشرافها على كُل تلك الأعمال والتي كانت لها الجانب الأكبر من تلك المهام ولمست منها كُل الأهتمام والتقدير لما يقوم بة الآخرين وقد والله إنذهلت وأعجبت بحلمها وصبرها وحرصها على مناقشة كل نقطة من أجل الوصول بتلك الأعمال إلى منتهى الجمال والكمال وقد والله إنبهرت بالرؤية الثاقبة التي تمتلكها حول كُل ما ينفع المهنة وأهلها وهي والله من الذين يعملون في صمت دون إعلان عن ما تقوم به من جُهد لا يعلمة إلا الله وإني والله يعلم أنني لا أقول هذا الكلام تزلفاً أو وصولية بل هو قول للحقيقة التي لا زالت غائبة عن الكثير من منسوبي المهنة فهم لا يعلمون بما يدور خلف الكواليس وما تواجهه الأدارة العامة من ضغوط لا يعلم بحجمها إلا من أتيحت لة الفرصة ليرى ويسمع ما يدور في دهاليزها فهُناك الكثير من الأمور يجهلها الجميع ومن الصعب الخوض في تفاصيلها نظراً لحساسيتها وصعوبة تفسيرها .
لذا فعلينا المساندة والمؤازرة لما فية خير هذة المهنة والخير قادم بإذن اللهوأنا لا أقول أو أذكر ما قمتُ به إلى جوار الجميع من باب المفاخرة أو الأعتداد بالنفس فقد كان شرف لي أن أحظى بثقة سعادة مدير عام التمريض بالوزارة للمساهمة مع باقي الزملاء كواجب مهني ووطني ليس لي فيه من فظل ولا منة ولكني أذكر هذا من أجل أن أطمئن الجميع أن الجميع يعمل من أجل تطوير المهنة دون كلل أو ملل وأود أن أؤكد أن تلك الأعمال إذا ما تم اعتمادها من قبل المسئولين في الوزارة فإنها ستحدث نقلة نوعية لم يسبق لها مثيل في تاريخ المهنة وتذكروا هذا التاريخ 2/3/4 من محرم 1430هـــ
وهو تاريخ الملتقى الذي سيرعاه معالي وزير الصحة د/ حمد بن عبد الله المانع
تحت شعار (( تدريب التمريض...رؤية إستراتيجية ...ونظرة اجتماعية))هذا الحدث هو مفصلي بكل المقاييس في مسيرة المهنة وأنا أدعوا كُل حريص وراغب في معرفة ما تقدمة الإدارة العامة من جهود أن يحرص على حضور هذا الملتقى دون تردد مهما كلفة الأمر وأنا متأكد أن الرؤية الضبابية التي يملكها البعض ستتبدد تماماً فليس من يسمع كمن يشاهد.
وليحاول البعض ممن يجد في نفسه القدرة على وضع أي خطة عمل أو إستراتيجية لأي فئة أن يفعل ذلك وأن يتقدم بها إلى أي جهة يرى أنها معنية بذلك فإن كانت للإدارة العامة فإنني على ثقة أنة سيجد كُل الترحيب والتقدير من المسئولين فيها .
وإن كانت لإدارات التمريض أو التدريب فإنني على ثقة أيضاً بأنهم سيكونون على قدر كبير من المسئولية وسيولونها كُل الاهتمام والتقدير.

مع اعتذاري لكُل من طالبني بإكمال هذه السلسلة أنني في هذه المرة جنحتُ كثيراً في هذه الحلقة عن تسلسل الأحداث التي سأعود لإكمالها بإذن المولى عندما أفرغ مما في يدي من أعمال هي أولى بالاهتمام ولعل الجميع يتفهم هذا الجنوح الذي لم أشأ أن أفرد له موضوعاً مستقلاً من باب إحياء هذه السلسلة التي كانت البداية لمعرفتكم بي ومعرفتي بكم
مع خالص محبتي للجميع
وإذا في العُمر بقية فللحديث بقية
وكُل عام والجميع بخير وفي خير وإلى خير
والسلام

الجمعة، 4 يوليو 2008

مدراء التمريض من ينقذهم من لوثة المنصب : الحلقة الثالثة بعد العاشرة


كان أول دخول لي إلى تلك الغرفة التي يجلس فيها الجميع مجتمعين اجتماعهم الصباحي لسماع تقرير المساء والسهر من مشرفة التمريض بينما يناقش على هامش الاجتماع الصباحي كُل المستجدات لم أكن حينها أعرف ما كان يدور قبل قدومي إليهم ولكني كُنتُ أفترض أن هذا ما يجري أو ما يجب أن يجري .
دخلت وأنا لا أدري ماذا سأقول لهم في يوم عملي الأول أحدهم نصحني بترك الأمور على طبيعتها وأن أكتفي بمراقبة الوضع وأن أتعرف على الطريقة التي تجري بها الأمور دون تعليق ثم بإمكاني فيما بعد من الأيام التي تليها بإمكاني أن أخبرهم بملاحظاتي والسياسة التي أريد أن يسيروا عليها كانت نصيحة لا بأس بها من صديق مارس الإدارة سنوات وسنوات ولكني مع الأسف لم أتذكرها إلا بعد انتهاء الاجتماع فماذا فعلت وبأي الأفكار اهتديت هذا ما ستعرفونه في هذه الحلقة.
كان الباب موصدا وأصوات نقاشاتهم وتنكيتهم وضحكاتهم يسمعها كُل عابر بجوار الباب كان ذلك حالهم اليومي الذي أعرفه فقد كُنتُ أسمع ذلك الصخب اليومي ومظاهر الهرج والمرج الذي لا ينتهي وفطورهم الجماعي شبه اليومي الذي يستمر لأكثر من ساعتين يومياً ساعتان تضيع في التنكيت والمزاح والإفطار وشرب الشاي حتى أنني كنتُ أرى أن مطبخ القرار الذي يخدم الرعاية التمريضية يتحول يومياً إلى مطبخ يعج بكُل ما لذ وطاب من أنواع المأكولات التي تفوح رائحتها في الأرجاء وأروقة المستشفى , والحقيقة أقول أنني كنتُ أبغض هذا الفعل اليومي الذي يعتبره البعض مظهر من مظاهر التفاهم والتواصل والحميمة , كنتُ أتهم بالتكبر والتغطرس لأني لا أشاركهم ذلك الفعل اليومي رغم أن مكتبي السابق في الجودة كان في مواجهتهم مباشرة .
كان اجتماعهم الصباحي يبدأ 7:30 صباحاً ولا يصعد المشرفين إلا قرب العاشرة وكأنة لا يوجد عمل بأقسامهم التي يشرفون عليها بإمكانهم القيام به وطبعاً يتولى أحد المشرفين بالتناوب إحضار فطورهم المعتاد ويوضع في أحدى خزانات مكتب القرار والذي تفوح رائحته الزكية فتخدر الأدمغة فتصيح معداتهم مستجيبة بالفطرة لتلك الرائحة فلا يستوعب إلا القلة ما يدور في الاجتماع .
وطبعاً أنا متأكد أن هذا المظهر هو حال معظم إداراتنا الخدمية فكم انتظرت على أبواب بعض المسئولين في دوائر حكومية شتى حتى يفرغ مديرها أو موظفيها من تناول إفطارهم الذي يستغرق وقتاً طويلاً وستعتبر قليل أدب لو أنك حاولت استعجالهم بل وربما تتعقد كل أمورك بسبب أنك حضرت في وقت غير مناسب حيث يعتبرونه حق مشروع لذا أصبح على كُل مواطن أن يراعي هذه الأوقات غير مأسوف عليه .
المهم أنني وقبل أن أدخل استعذت من الشيطان وقلت ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) ثم طرقت الباب وفتحته فنظر الجميع إلي وكأنهم يقولوا من هذا المتطفل الذي يدخل ليفسد علينا بهجتنا صمت الجميع ( بادرتهم السلام عليكم ... قود مورنق ) وقف البعض والبعض لم يتحرك ناظراً لمن وقف بنظرة شزر واحتقار وكأنه يقول أيها المنافقين أنظروا إلي أنا لم أقف أنا لا أتزلف أو أنافق طبعاً كُل ذلك حدث في ثواني معدودة فقد طلبت من الوافين الجلوس وشكرتهم على لفتة الاحترام تلك ( وولكم سير ) (ثانكيو ثانكيو...هاف آست ) كان هناك كرسي واحد ينتظر صاحبة الذي هو مدير التمريض كانوا قد اعتادوا على ما يبدوا أن يكون ذلك الكرسي لمدير التمريض لم يروقني ذالك الموقع حيث لم يكن في المواجهة تلفت وطلبت من أحدهم أن يسمح لي بالجلوس مكانه كان ذلك نائب مدير التمريض وطلبت منة الجلوس على ذلك الكرسي بدلاً عني بينما آخذ أنا مكانه , جلست وأخذت أتأمل الجميع ثم ابتسمت وقلت رائحة إفطاركم زكية ولكني أتمنى أن تخرجوها خارج المكتب حتى نتمكن من التركيز على أعمالنا فمعداتنا بطبيعتها الفطرية قد تشتت ذهننا ضحك الجميع وتبرع أحدهم بنقل عشرات الأكياس إلى مكتب السكرتاريا.
كان تصرفاً سخيفاً مني ولكني أردت أن أبدأ بأول رسائلي التي تفيد برفضي للإفطار مجدداً في إدارة التمريض وهذا ما قررته فعلياً في نفسي قبل أن أبوح به في نهاية الاجتماع.
توجهت بسؤالي لنائب مدير التمريض بماذا تبدءون يومكم وقبل أن يجيب بادر أحدهم بلإجابه بالنيابة عنه قائلاً نحن نبدأ بتقرير المساء والسهر ألتفت إليه وقلت هل سألتك أنت أرجوا في المرات القادمة أن تجيب عندما أسألك فقط فهناك الكثير من الأسئلة تنتظرك لم يعجبه قولي ولكنه أومأ بالإيجاب . عدت إلى نائب مدير التمريض ماذا؟؟ قال نعم نحن نبدأ بالتقرير اليومي ثم يطرح المشرفين المشاكل العاجلة ووضع الحلول المناسبة لها.
فقلت وهل تجدون حلولاً لكل المشكلات المطروحة؟؟ قال أحينناً وأحياننا يصعب حلها وتبقى دون حل !!
ألتفت إلى الجميع وقلت جميل هذه البداية أنتظر من الجميع وخلال ساعتين بعد انتهاء هذا الاجتماع أن يدون كل المشاكل التي لدية والتي يرى أنها طرحت ولم تُحَل في السابق فقط المشاكل المزمنة أكرر خلال ساعتين من انتهاء الاجتماع وليكن التقرير مكتوباً سواء بالانجليزية أو العربية لكم حرية الاختيار وأي تأخير سأعتبر ذلك تهاونناً وسأحاسب علية انتهى.
ثم أشرت إلى المشرفة المسائية بتلاوة التقرير بدأت بقراءة التقرير كنتُ أدون الملاحظات المهمة منة كان تقرير إحصائي أعداد المرضى عدد الخروج الدخول الوفيات الغياب التأخير العمليات الطارئة الحالات المحولة من المستشفيات الحالات المحولة إلى مدن أخرى عناصر التمريض الذين حصلوا على إجازات مرضية العناصر الأجنبية التي وصلت المطار عائدة من الأجازة الحوادث التي سجلت من سقوط مرضى هروب مرضى خروج على المسئولية الحالات المنومة في العناية المركزة ونوعياتها عدد حالات نقل الدم انتهى التقرير.
شكراً على هذا التقرير سؤالي للجميع هل من ملاحظة على التقرير ؟؟
الجميع صامت لا يوجد ؟؟
جميل وماذا تفعلون بعد يا نائب مدير التمريض لا شيء الإفطار ونحن نرحب بك معنا لمشاركتنا إفطار اليوم ومن بعدها يعود الجميع لممارسة أعمالة اليومية.
جميل والآن أود أولاً أن أتعرف على كُل واحد منكم ومهامه اليومية وكيف يمارسها وما هي أهم المشاكل العاجلة التي تحتاج إلى اتخاذ قرار عاجل وسندون ذلك يومياً في محضر اجتماع مكتوب نعيد قراءته في اليوم التالي ونرى من منكم نفذ ما طُلب منة من عدمه وما أسباب عدم تنفيذه فأنا أريد أن أجعل أهمية لاجتماعنا اليومي ثم أمرت بمناداة السكرتيرة لتدوين كل ما نقرره يومياً حضرت السكرتيرة وقلت لها أن تدون ما نناقشه يومياً ومن ثم تقوم بطبعة وإرسال نسخة لكل مشرف بشكل يومي كتنظيم جديد وسيحدد اسم أحد المساعدين بمتابعة هذه التقارير بشكل يومي وإفادتي عن ما تم أولاً بأول .
ثم بدأ كُل منهم بالتعريف بنفسه ومنصبة وأعماله اليومية حتى انتهى الجميع

قد يعتقد البعض أن هذه التفاصيل الدقيقة لا داعي لها ولكن لدي اعتقاد بأهميتها كتجربة لكُل زميل يكون قدرة أن يصاب بلوثة المنصب مع معرفتي أنه ليس من الضروري أن يتقمص أحدنا شخصية الآخر بالتطابق بل أنة قد يستفيد من بعض ما أقول على طريقته الخاصة وحسب ما يقتضيه الموقف على أن يكون أحدنا نفسه بحيث لا يشبهه الآخرين.

( كان هُناك رجُل يغسل سيارته فسأله جاره متى اشتريت هذه السيارة؟؟ فأجابه الرجل لقد أعطاني إياها أخي , فقال له جاره ليتني أملك سيارة مثلها, فأجابه الرجُل ينبغي عليك أن تتمنى أن يكون لديك أخ مثل أخي ,كانت زوجة الجار تستمع لهما فقالت :ليت لدي أخ مثل أخيك)انتهت القصة

ولكن موقف الزوجة كان إيجابياً تجاه قول الرجل لذا فعلينا أن نفكر إيجابيا في كل فعل نراه أو قول نسمعه وأن لا نعتبره شيئاً تافها وغير مهم.

أعود لأكمل اتجهت إلى الجميع بسؤال آخر مفاده ,هل كل واحد فيكم راضي عن آداءة وأداء من هم تحت يده من ممرضين وممرضات أريد إجابة صريحة وصادقة وأمينة ؟؟مع العلم أن أي شخص سيجيب بلا فعليه أن يوضح لماذا؟؟ أما من يجيب بنعم فإن لي طريقتي لأتأكد من صحة كلامه!!
لقد كنتُ أقصد دفعهم إلى الإجابة الصادقة بوضعي للذي يجيب بنعم في مأزق التكهنات بالكيفية التي سأتأكد منها بطريقتي الخاصة التي لا زالوا يجهلونها وأصدقكم القول أنني حتى أنا كنتُ أجهلها ولكنني عرفتها بعد تلك المحادثة بفترة وسأطلعكم عليها فهي بمنتهى البساطة تتم من خلال رصد آراء المرضى حول الخدمة المقدمة لها أما أداء المشرفين ورؤساء الأقسام فمن خلال استطلاع بسيط يوزع على الممرضين والممرضات يشتمل على أسئلة حول رائيهم في من يرأسهم بشرط أن يكفل الاستفتاء سرية الآراء التي يجب أن تدون دون أسماء وأن يحرص مدير التمريض أن لا يطلع عليها غيرة وأن يتلفها مباشرة بعد قراءتها على أن يكلف شخص واحد بجمعها مغلفة وتسليمها لمدير التمريض لضمان السرية على أن يوضح كُل تلك الأجر آت والأحترازات في نفس الاستفتاء لضمان أخذ الآراء بمنتهى الشفافية والجرأة وطبعاً لقد فعلت ذلك بعدها بفترة بسيطة وقد كانت النتائج مذهله بل ومفزعة لو أن المشرفين والرؤساء أطلعوا عليها ولكني استفدت فقط منها في اتخاذ قراراتي دون أن يشعر أحد أن ذلك الاستفتاء كان السبب في تغيير البعض وطبعاً ليس في كُل الأحوال تكون تلك الآراء حقيقية أو صائبة فبعضها حاقد أو شخصي محض لذا فعليك التمييز والتفريق بينها وبين الآراء الصادقة والأمينة وهي مهمة صعبة أضف إلى ذلك أن هُناك بعض الأشخاص الغير محبوبين بسبب طريقته فقط رغم أنة متميز في آداءة لذا عليك أن تعرف هذا النوع من العاملين معك ليمكنك تنبيههم لذلك مع الحرص على إلحاقهم ببعض الدورات التي تنمي مواطن الضعف لديهم في هذا الجانب.
المهم ماذا كانت إجاباتهم لقد كانت مفاجئه للجميع فالكل أجمع على عدم رضاه عن آداءة وأداء من هم تحت يده وعدد قليل منهم عرف كيف يبرر ذلك ومن المؤسف أن تلك التبريرات لم تكن مقنعة إلى حد بعيد وشعر الجميع بالحرج وخاصة أن معظم من قال لا لم يكن قادر على وضع أي تبرير لهذا القول وطبعاً الجميع إندفع إلى هذه الإجابة هرباً من المجهول الذي ينتظره في حال أجاب بنعم لأنة يجهل الطريقة التي سيتحرى بها هذا الثقيل (الذي هو أنا )مدى مصداقيته .
طبعاً الحرج وصل ذروته والتوقعات والتكهنات بلغت أقصى حد لها بعد أن فاجأتهم بقولي تعليقاً على إجاباتهم!!
حسننا الآن إعترف الجميع بضعف آداءة إما مكرهاً لأنة يخشى إجابته بنعم خاصة وأنه لا يعرف كيف سأستقصي الأمر وبعضكم إعترف بعدم رضاه ولم يستطع التبرير لأنة يجهل أسباب ضعف الأداء إما لأنة غير مؤهل للقيادة نهائياً ولا يمكن إصلاح الوضع إلا بتنحية وإتاحة الفرصة للأجدر وهذا الخيار سيكون آخر الحلول وأتمنى أن لا أضطر لذلك أبداً أو لأنة يحتاج للتبصير بأوجه القصور التي تحسن آداءة وهذا هو عمل إدارة التمريض وكُل ما أريده في الغد أن يجلس كُل واحد فيكم مع نفسه ويدون على الورق نقاط الضعف ونقاط القوه لدية على المستوى الشخصي وعلى مستوى العناصر اللذين يعملون مع وليبدأ بالرؤساء ثم يستعين بهم على تقييم الوضع لدية على أن يكون ذلك على مكتبي بنهاية هذا الأسبوع حيثُ سيكون اجتماعنا في يوم الأربعاء لمناقشة ذلك.

والآن دعوني أختم هذا الاجتماع بكلمة بسيطة أود أن تسمعوها وأتمنى بعدها عدم الخوض أو تفسير كلماتها فهي من القلب إلى القلب ولا تحتمل التأويل عند من يصدقها والذي لا يصدقها فذلك شأنه ولا يهمني قوله أولاً هذه ورقة تكليفي فوجودي هو واقع لابد أن يرضى به الجميع شاء من شاء وأبى من أبى وكِلى الفريقين مجبر على التعامل مع وجودي كواقع لا مفر منه طال أو قصُر وهذا سيسهل علية التخلص من الإحساس بصحة القرار الذي أتخذه مدير المستشفى أو خطأه وأمام هذا الواقع المفروض بقوة النظام سواء سيحقق المصلحة العامة أو أنة سيفشل في ذلك ولكني آمل أن يحققها.
أعرف أيها الزملاء أن هُناك من أسعده القرار ومنكم من خالف القرار مبتغاة ولم يسعده ومنكم من عنده الأمر سيان ذهب من ذهب وأتى من أتى وفي كُل الحالات فهذه انطباعات شخصية وفي كُل الحالات أنتم عندي سواء ولستُ حريصاً على معرفة إلى أي فريق ينتمي أحدكم فأنتم إخوان وزملاء مهنة ورفقاء درب وكلكم محل ثقة وسأحسن الضن بالجميع حتى يثبت لي عكس ذلك أنا هُنا أيضاً بقوة النظام وليس لي خيار مثلما وضعتم أنتم في مناصبكم بلا خيار وكُلنا وصلنا خلفاً لمن سبقونا في هذه المهام وهو قدري وقدركم فساعدوني على النجاح فنجاحنا مشترك وفشُلنا مشترك ولن يكون هُناك فشل فردي إلا إذا أراد هو ذلك وعلينا الإيمان بالنجاح وسنحتفل به نجاحاً لنا جميعاً وعلية أن يعُلمنا كيف نفعل مثله ونقتفي أثرة والذي يشعر بعجزة في القيام بمهامه لأي أسباب كانت سنساعده على التغلب على تلك الأسباب ولكن علية أن يساعدنا في اكتشافها بنفسه من خلال اعترافه الشخصي بأوجه القصور لدية وأن لا يشعُر بالخجل في قول الحقيقة لأنها نصف الحل إن لم تكن هي الحل كُله فأنتم من سيقيم وضعة بنفسه وبعضنا سيشارك في تقيم الآخر حتى نصل لرؤية مشتركة وكُل القرارات لن تصدر إلا بعد مناقشتها والتشاور فيها بمنتهى الشفافية والمصداقية والوضوح بلا تحيز أو مداراة أو محسوبية وأنني أحملكم أمانة قول الحق وتوجيه النقد مها كانت حدته ولن تغير هذه الآراء علاقتنا وفي حال وجود البعض ممن لا تعجبه هذه الطريقة فلن أكون حريص على بقاءه معنا مهما كانت مكانته أو موقعة أو أهميته أو تأثيره هذه فلسفتي وهذه طريقتي التي سأعمل بها معكم فإن أعجبتكم فأهلاً وسهلاً وإن غير ذلك فعلى من لا تروقه هذه الطريقة أن يتقدم معززاً مكرماً باختيار المكان الذي يناسبه كعنصر يمارس مهنته وسيبقى يحظى بالاحترام والتقدير من الجميع.
ساعدوني على تحقيق العدل والمساواة بين الجميع فليس في قاموسي أجنبي أو سعودي ولا معايير شكلية أو عرفية وليس لدي تحيز لدين أو ملة يحكمنا قواعد مهنة يجب أن نؤديها بمنتهى الاحترافية والمعرفة والأمانة والإخلاص ونجاحنا في أداء هذه الأمانة هو المقياس الذي سيكون مؤشراً للفرق بين عنصر وآخر ومقياساً للجميع ومن يحاول تجاهل هذه السياسة أو الالتفاف عليها فهو وحده سيتحمل نتائج ذلك في حال اكتشفت ذلك وأؤكد أنني لن أتساهل في ذلك أبداً .
منذُ هذه اللحظة لا أريد أي مقارنة بين الماضي والحاضر وكُل نجاح أو تغيير سنحدثه في مستوى الخدمة المقدمة في مستقبل الأيام لا يعني بأي حال فشل من قبلي فكُلنا بشر يصيب ويخطئ ولكل تغيير مقاومة ووقت زمني فالتغيير إلى الأفضل هو هدفنا ويجب أن يأتي تدريجياً كُل ما علينا هو أن نؤمن بقدرتنا على إحداث تغيير والهدف هو المريض القرار قرارنا وعلى بركة الله.
وهكذا انفض المجلس دون إفطار حيثُ تصدقتُ به على نيتهم على عمال الحديقة بعد أن استأذنتهم في فعل ذلك إن كان أحدهم يرغب في أخذ شيء يكفيه لسد جوعه في ذلك اليوم ولكن الجميع استحى أن يأكل شيئاً بدون مشاركة الآخرين ومن بعدها لم يعد الإفطار الجماعي عادة بل أنني سمحت به في مناسبات خاصة أو قليلة لأسباب خاصة وذلك خلال 8 سنوات قضيتها مديراً للتمريض يتمتع بلوثة المنصب ويرضخ لتبعاته .
ما هي تلك التبعات؟؟
ما هي أهم أحداث تلك السنوات التي مضت بحلوها ومرها؟؟
كم يا ترى خسرت فيها من الأصدقاء ؟؟
وكم كسبت فيها من الأعداء؟؟
ما هي المصاعب التي واجهتها وكيف تعاملت معها؟؟
من نصرني يا تُرى ومن خذلني؟؟
ما هو أول قرار إتخذتة وما هي نتائجه المدمرة وكيف نجوت منها؟؟
كُل هذا ستعرفونه في الحلقة القادمة بإذن الله
وإذا في العُمر بقيه فللحديث بقيه!!!!

الأربعاء، 2 يوليو 2008

مدراء التمريض من ينقذهم من لوثة المنصب : الحلقة الثانية بعد العاشرةِ


أسئلة كثيرة تزدحم في رأسي وأنا أدلف بكم إلى تفاصيل الحلقة الثانية عشر , لا تسألوني ما هي هذه الأسئلة لأنها أشبه بالهم الجاثم على صدري الذي ضاق ذرعاً بهذه الأسئلة التي في أغلبها يعجز قلبي وعقلي عن الإجابة عليها ولا يجد من يهتم بها .
أصدقكم القول أن كل شيء يستحثني على التوقف عن الكتابة عن الماضي لأنة بكل أحداثة مجرد نقطة في بحر الأحداث الجسام التي أواجهها اليوم في حاضري بعد أن أُبتليت بإدارة التمريض بالمنطقة إنني وبعد أن أصبحت مسئولاً أمام الله عن متابعة وحل مشاكل منسوبي التمريض في 15 مستشفى و132 مركز رعاية أولية بتُ أشفق على مسئولينا الكبار وبتُ أعذرهم كثيراً فكيف يشعر بالراحة من يعرف أن الله سيسأله عن حال من هم تحت يده .
يقول لي أحد الأصدقاء وهو يزورني مؤخراً وأنا أرقد على السرير الأبيض ما الذي أصابك وزنك يتناقص وبهجتك تتلاشى وظهر الشيب عليك في فترة وجيزة إنني قلق عليك أنت تجهد نفسك أكثر من اللازم الأمر لا يستحق كُل هذا العناء الوضع يحتاج لمعجزة إلهيه وأنت لا تملكها منذُ عرفتك وأنت تُجدف عكس التيار ورغم هذا هل رأيت شيئاً تغير .
يا أخي إنني ِأرجوك رجاء محب لا تحمل الأمور أكثر مما يجب الأغلبية ترى أنها على صواب ولن تستطيع تغيير هذا الرأي لديهم انتهى كلام صديقي الذي لا أشك في محبته قط .
وعندما رأى صديقي صمتي حاول أن يتدارك حديثة بجرعة أخرى مختلفة لعلها تخفف من وقع حديثة السابق ولكنة لم يفلح في الخروج بي من سرحاني وحيرتي فقرر المغادرة وكأنة نادم على حديثة معي بتلك اللهجة التشاؤمية وقبل أن يخرج جذبته إلي بقوه فتراجع مستغرباً تلك القوه التي تبدو مقصودة ضحكت وقلتُ له إجلس حديثنا لم ينتهي أنت أكثر شخص أتمنى أن يبقى إلى جواري .
جلس وكأنة يعبر عن خجلة وقال ضننت حديثي ضايقك ؟؟
قلتُ له بالطبع لا بد أن يضايقني مثل هذا الحديث الانهزامي نحن يا صديقي أقوى من العواصف التي تجتاحنا ويجب أن لا ندير ظهورنا لها إنها مؤقتة مهما طالت نحن أقوى منها ويجب أن نؤمن بذلك.
أعرف أنني يا صديقي أواجه عواصف لا تهدأ ومواجهات لا تستقر وتحديات لا تنتهي .
ولكن هل أعلن انسحابي ؟؟ هل هذا هو الحل في رأيك؟؟ هذا ما ينتظره البعض ولكن ماذا بعد؟؟ أعرف يا صديقي أنك تخشى فشلي وفي نفس الوقت تعرف أنني إن حققت النجاح فإني لن أنجو من تبعاته أعرف كُل هذا ولكن يجب أن لا تقلق على الأقل أنت لأنك تعرف توجهي وثق كما أثق أن الله لن يخذلني.
خرج صديقي وبقيت أنا أطرح على نفسي بقية تساؤلات لم تخطر ببال صديقي .
كنتُ أسأل نفسي هل النجاح في هذا الزمن عمل استثنائي محفوف بالمخاطر ومليء بالمفاجآت والحُفر؟؟
أتساءل كم عدد الناجحين في هذا الزمن؟؟ وما هو مقياس النجاح لكُلٍ منا؟؟ ولماذا نقول عن فلان من الناس أنه ناجح؟؟ ونقول عن فلان أنه فاشل ؟؟ولماذا عندما ينجح أحدهم يصر البعض إلى دفعة عنوة إلى زمرة الفاشلين دون رحمة ولا شفقة؟؟
سأعود لأجيب على كُل هذه التساؤلات في إحدى الحلقات القادمة إذا لم يسبقني أحد الزملاء من متابعي هذه السلسلة إلى الإجابة عليها!!
والآن أعود لأكمل ما بدأته في الحلقة السابقة فقد توقفت عند عودتي من الرياض المدينة الصاخبة عُدت إلى الجودة من جديد حيث لا جديد يمكني أن أضيفة كان هذا رأيي فبعد مقابلتي لمدير المستشفى أوضحت له أن قسم الجودة بحاجة إلى خبير جودة حقيقي يقوم بتطبيق معايير الجودة واقترحت علية تكليف استشاري السجلات الطبية (( سايمون)) وهو نيجيري وذو كفاءة عالية وهو إلى اليوم يعمل خبيراً للجودة بعد أن نقل خدماته إلى وزارة الصحة وهو يعمل حالياً بصحة نجران وأنا أثق في قدراته ولا زُلنا على تواصل إلى هذه اللحظة وبالفعل قام مدير المستشفى بتكليفه وعملنا سوياً بهذا القسم وأسسنا قاعدة قوية للجودة إلا أنها سرعان ما انهارت حيثُ صدر قرار يقضي برحيل مدير المستشفى بعدها بفترة وجيزة وقد كان قراراً أصفة بالكارثي ولكن لا مجال لدرئه حيث صدر القرار وكنتُ أكبر المتضررين من هذا القرار تلاه رحيل (( سايمون)) وبقيت وحديداً في القسم مع السكرتيرة التي لا زالت تتنقل من شركة إلى شركة في نفس مقر عملها بالجودة وهي مخلصة وتفهم أدق تفاصيل العمل بالقسم وإذا كان من فظل بعد الله في بقاء هذا القسم حياً إلى الآن فهو لها.
إنقلبت كل الموازين وأختلطت كُل الأوراق بالنسبة لي فالمدير الذي غادر كان سر تقدمي في الجودة والقادم لا أعرفه ولا يعرفني فهو من خارج أروقة المستشفى وشتان بين الاثنين.
وبعد هذا التغيير المفاجئ والغير عادل مر المستشفى بأزمة تعملق فيها الأقزام وتقزم فيها عمالقة العمل المخلص ونشأت الصراعات واحتدمت فيها الأحداث وتوالت عاصفة, قرارات بالجملة ينقض أحدها الآخر وعمت الفوضى وتغيرت المواقع بدون داعي وبدأت نتائج تلك القرارات تظهر على الخدمة المقدمة للمرضى وتراجع الأداء تراجعاً ملحوظاً وبدأ البعض ممن لم يرضيهم هذا الوضع في التفكير بالرحيل والبحث عن ملاذ آمن يشعرون فية بقيمة وجودهم ولكن كُل محاولاتهم بآت بالفشل .
أما أنا ولأول مرة أقرر أن أصمت وأراقب المشهد لم أشارك في الاجتماعات وفضلت البقاء بعيداً عن هذه الموجة العاتية التي تجتاح الجميع فالإدارة الجديدة تحظى بدعم ونفوذ غير مسبوق ولكن بلا بصيرة.
فللأسف أنه أستغل هذا النفوذ لتنفير المبدعين وإسكات أصوات المخلصين تخبط إداري غير مسبوق والأيام والشهور سنة وسنتان مرت أعادت المستشفى إلى الوراء عشرات السنين يا لهول المشهد حقيقة لا أستطيع وصف الحال الذي مر به المستشفى ولكن يبدوا أن الله إستجاب لدعاء المرضى بعد أن وصل المستشفى إلى مرحلة احتضار حقيقة تسيب لا مبالاة ترهل النظام واندثرت ملامح الأنظباط الكُل يُفتي والكل يدعي العلم والمعرفة وتداخلت الصلاحيات .
وبعد السنتان أتى قرار إعفاء المدير الذي أذهله القرار فرفض مغادرة المكتب للقادم الذي كان تكليفه مفاجئة أخرى لا تقل وطأتها عن السابق وأضطر المدير الجديد إلى ممارسة صلاحياته في الأسبوع الأول من مكتب السكرتاريا وأصبح الوضع حديث الناس الشامتون توافدوا وغرقوا في التندر بما يجري وهم نفسهم من استقبلوا المدير السابق وصفقوا له طوال السنتين العجاف وهاهم يمارسون نفس الدور الذي مارسوه طوال تلك السنتين المشهد يتكرر فقد تحولت القوى إلى المدير الجديد حيثُ سقط السابق وبقي الأتقياء بعيداً ينتظرون أن يكشف مديرهم الجديد عن سياسته التي بالتأكيد أنهم يأملون أن تعيد التوازن للمستشفى ولكن الجميع يبدو متشائماً خاصة وأنة الوحيد الذي قبل بالمنصب في وضع المستشفى الذي بات تحت مجهر الانتقاد حيثُ يعتبر البعض أن المدير الجديد في مهمة محكوم عليها بالفشل حيثُ كان الجميع يعرف أنة لم يفلح في الإدارة الطبية فكيف سيفلح مديراً للمستشفى .
سنتان أخرى من الضياع والتندر بما يجري وكُل الأمور تسير بالبركة حدثت بعدها كارثة المتصدع الذي ظهر بالمنطقة وواجهه المستشفى والشئون الصحية والوزارة أكبر محنة بعدها انجلى المشهد بتغيير جذري على مستويات رفيعة تلاها تغييرات جذرية في الخدمات الصحية بالمنطقة حيثُ أتى مدير عام جديد للشئون الصحية كان قبلها قد رحل المدير السابق للمستشفى قبلها بأشهر حيثُ استمر المدير الجديد الذي جاء بعد الاثنين كانت فترة بسيطة كنت أثناء تلك الفترة قد التحقت بدورة لمدة ستة أشهر بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون كانت الدورة في مجال إدارة التمريض للسعوديين وكانت دورة باللغة الإنجليزية عدتُ بعدها إلى نفس القسم ولكن فوجئت بمدير المستشفى الجديد يستدعيني ويعرض علي منصب مدير التمريض لم يكن زميلي الأستاذ/ ناصر معتبي قد مر على عملة بإدارة التمريض وقتاً طويلاً ويشهد الله أنني حاولت رفض ذلك مفضلا بقائي بقسم الجودة أو العودة إلى القسم كممرض ولكن كُل محاولاتي باءت بالفشل وصدر القرار الكارثي بالنسبة لي الذي يقضي بتكليفي مديراً للتمريض كان ذلك بتاريخ 27/ 10 / 1421هــ باشرت مهام عملي بعد ثلاثة أيام كنتُ أسعى خلالها للخلاص من هذا القرار دون جدوى رصدت خلالها أصداء القرار التي لم تكن مبشرة فالكُل يرى في ذلك الإنسان المتشدد والغير جدير بهذا المنصب ضنناً منهم أنني أنا من سعيت للحصول علية ويشهد الله أنني لم أسعى إلية قط .
بقيت أسمع كثير من التوقعات التي يطلقها زملاء المهنة خاصة وأنهم يرون أني شخص صعب المراس يعرفون عنه مناهضته وعدم رضاه عن كل أحوال التمريض.
وهكذا وبهذا القرار عُدت إلى عوالم منصب كُنتُ قد ابتعدت عنة بمحض إرادتي .
فَهَم الإدارة لا يعرفه إلا من جربه بقيت حائراً كيف أبدأ يومي الأول وبمن أثق في هذه المهمة التي يبدوا لي الفشل فيها أقرب منه إلى النجاح فالعجز في التمريض كبير مقارنة بحجم العمل.
أعداد السعوديين من الخريجين قليلي الخبرة كبير بالإضافة أن نصفهم يعاني من مشاكل اجتماعية تمنع انضباطهم وخاصة العنصر السعودي النسائي.
أضف إلى ذلك رحيل العديد من الخبرات الأجنبية التي كانت تعتمد إدارة التمريض عليهم .
معظم الأقسام أصبح يشرف عليها ويرأسها عنصر سعودي تم الزج بها إلى سدة المنصب دون تأهيل جيد كان ذلك إجبارياً دون تخطيط 80% منهم يعاني الأمرين في تسيير دفة العمل الذي بات يسير بالبركة بسبب سنوات الضياع التي عاشها المستشفى في سنواته الأربع والذي كانت تأثيراته واضحة على أداء الجميع الكُل يكابر ويرفض الاعتراف بضعف آداءة ويرفض العودة إلى ما قبل تكليفه ويقاتل من أجل إبعاد شبح العودة كممرض خوفاً من شماتة الحُساد فهو يرى أنهم هم السبب فيما يحيط به من فشل يعرفه ولا يقر به, كُل همة الاستمرار دون الالتفات لما يحققه من نتائج.
كنتُ أعرف كُل ذلك وأشعر بالخوف من مواجهته ولكنة قدري الذي يجب علي أن أواجهه .
وفي اليوم الرابع الموافق 1/11/ 1421هــ هو اليوم الأول الذي أدلف فيه مكتب إدارة التمريض أحمل في يدي قدري وهو قرار تكليفي مديراً للتمريض بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان.
ماذا حدث في ذلك اليوم ؟؟
كيف أدرت اجتماعي الأول مع المشرفين والمساعدين الذين يعقدون اجتماعهم اليومي في غرفة القرار بصفة يومية؟؟
ماذا دار في ذلك الاجتماع ؟؟
كيف بدوت غريباً لكل من أعرف من زملاء المهنة اللذين كانوا يرمقونني بنظرات تكاد تخترقني وأنا أجلس لأول مرة في مواجهتهم؟؟
ماذا عساي قٌلت لهم في هذا اليوم التاريخي بالنسبة لي؟؟
انتظروني فأنا أتهيأ لمصافحتكم بالحلقة الثالثة بعد العاشرة والتي ستكون من أجمل الحلقات التي شارفت على الانتهاء من كتابتها!!
وإذا كان في العُمر بقية فللحديث بقية!!!

الجمعة، 27 يونيو 2008

وزارة الصحة في فصولها الثمانية


كتبت لمجلة الملتقى الصحي لشهر 11 لعام 2007 وقد أسعدتني ملاحضات سعادة وكيل الوزارة الدكتور / عبدالله الدريس الذي أشاد بالمقال كما أن أصداء المقال كانت إيجابية جداً بل أنني لم أكن أتوقعها

فإلى المقال


وزارة الصحة في فصولها الثمانية


أربع سنوات انتهت منذ تولي الدكتور / حمد المانع أعمال وزارة الصحة وأربع سنوات أخرى بدأت بعد ما أتى خلفاً للدكتور / الشبكشي الذي أيضاً قضى فترتين امتدت على مدار ثماني سنوات والدكتور الشبكشي غادر ليس لأنه فشل في إدارته بل أن نظام الحكومة يقضي برحيل الوزير بعد فترتين وهذا يؤكد كفاءة الوزير السابق ولم يكن محظوظاً لأنه أتى في زمن كانت الموارد المالية لا تساعد أي وزير على النجاح مهما كانت قدراته حيث كان المطلوب من جميع الوزراء الترشيد ثم الترشيد حيث كانت السياسة تقضي بذلك ورغم كل شيء إلا أن الوزير قاتل ببسالة من أجل نجاح وزارته التي تقدم الخدمات المجانية للعموم دون استثناء لمدة ثماني سنوات قاسية مرت على الوزير ووزارته أحسبها كذلك إذا ما قمنا بالمقارنة بين موازنة الوزارة في تلك السنوات وبين الآن , الوزير السابق وجد نفسه بين كماشتين الأولى ورث وزارة مثقلة بالديون لشركات الأدوية وشركات التشغيل الطبي وشركات المعدات الطبية التي لا تزال تطالب بمستحقات ومديونيات متراكمة من السنوات السابقة وهنا وجد نفسه في مأزق إما تسديد هذه الديون المستحقة وذهاب موازنة المستقبل للماضي أو الرفض وعندها ستتوقف الشركات عن العمل والتعامل مع الوزارة وعندها ستواجه الوزارة كارثة في توقف كامل لعمل منشآتها

وهنا ظهرت قدرات هذا الرجل في كيفية التعامل مع واقع يفي الفشل قبل أن يبدأ , لا أدري حقيقة كيف تعامل مع الوضع ولكني أعتقد ومن خلال التراجع الذي شهدته خدمات المنشآت الصحية في عموم مناطق المملكة يفسر المأزق الذي مرت بة الوزارة حيث في اعتقادي الشخصي أنة عقد صفقة مؤلمة مع تلك الشركات التي تمارس الأسلوب السلطوي من خلال الاحتكار لم يكن للوزارة أي بدائل للتعامل مع شركات أخرى لأنها غير متوفرة , إذاً لابد من حل للوصول لتسوية ومن أجل ذلك لابد من حلين لا ثالث لهما , الأول أن تقوم الوزارة بجدولة المديونيات السابقة كأعباء مضافة إلى ميزانية الوزارة لتلك السنة هذا كحل أول أما الحل الثاني هو تسديد كامل المستحقات والذي سيلتهم الموازنة والدخول في مديونيات جديدة هذا إذا قبلت الشركات بطيب خاطر وهذا سيجعل الوزارة ترضخ تحت رحمة هذه الشركات فحياة الوزارة في يدها , وهنا أنا لا أدري أي الطريقين سلك معالي الوزير ولكن كل المؤشرات كانت ترسم طريق مظلم تسير فيه الوزارة التي واجهت أيام صعبة ورغم كل شيء وحتى نكون منصفين فقد نجحت الوزارة بأعجوبة في استعادة توازنها التي كادت أن تفقده لأسباب خارجة عن إرادتها , هنا خرج الوزير ليحكي بعض فصول المأساة عبر الإعلام المرئي والمقروء , كان شجاعاً في طرح قضاياه التي تأبى ظروف كثيرة حلها وقد نجح في تهدئة الرأي العام الذي كان يهاجم وزارته بشراسة وصمد في وجهها بأسلوب إداري ناجح من خلال تحديث أنظمة الوزارة حيث استحدثت في عهده اقتصاديات

الصحة التي كلفت بتحديث أنظمة الوزارة ومن ثم المنشآت الصحية كما عمدت الوزارة إلى سياسة التركيز على الموجود وتطويره مع التوقف التام عن أي مشاريع صحية من شأنها إضافة أعباء توقف أي توسع أفقي أو رأسي , أوقفت إستحداث وظائف ماعدا العناصر السعودية التي رغم الأزمة لم يكن ضررها بالغاً حيث كانت جميع المنشآت الصحية تستقبل العديد من الخريجين الجدد من جميع الفئات الصحية وهذا كان أمراً مستغرباً ولكن يعطي مؤشر إيجابي بسياسة الوزارة الحكيمة في الترشيد الذي لم يطال توظيف العنصر السعودي .
الأيام والشهور والسنوات تمر ويأتي تشكيل وزاري جديد البعض لم يتفهم ما واجهه الوزير من مشكلات ولذلك فهم يأملون رحيل الوزير , لم ترحم بعض الأقلام ما قدمه الوزير من تضحيات ولكن ولاة الأمور الأقدر على تقديرها فمنحوه أربع سنوات أخرى , لم يكن هذا الوزير محظوظاً أبداً , الذي لا أشك أنه كان يتمنى الخروج من هذه الوزارة بأقل الخسائر ولكن لم تتحقق له تلك الأمنية لأنه كان الأقدر والأجدر في نظر ولاة الأمر , السنة الأولى مرت من التجديد الجديد ولا جديد , استمرت نفس السياسة مع تحسن بسيط في الموازنة حيث أستطاع الحصول على مضاعفة المخصصات المالية

لتلك السنة وبدأ يخطط لمشاريع جديدة ولكن حظه العاثر لم يمهله فقد ظهر مرض غامض في منطقة جازان فتك بالناس سرعان ما قلب موازين الوزارة وأوقف خططها وأشتغل الجميع بفك طلاسم هذا المرض الغامض الذي احتاجت معه
الوزارة بتحويل مزيد من المخصصات المالية لمواجهة المرض وتم اكتشاف المرض والذي أمر ولاة الأمر بتسخير كل إمكانات في الوزارة لإنهاء معاناة مواطني منطقة جازان والقضاء على هذا المرض الخطير , المشكلة أن هذا المرض حتى وإن استطاعت الوزارة القضاء عليه يظل كامناً ويمكن أن يظهر في أي وقت ولذلك كان لزاماً على الوزارة وضع الخطط المناسبة طويلة الأجل لتضمن استمرارية نجاحها الذي حققته بجهود مضنية وبالطبع هذا التأهب الدائم لمواجهة أخطار هذا المرض ومنع ظهوره مجدداً يحتاج إلى إعتمادات مالية إضافية لم تكن في الحسبان وإلى هذه اللحظة مازالت وزارة الصحة تدرس كل المؤشرات للتأكد من عدم عودته رغم أنها أعلنت رسمياً أنه تم القضاء عليه نهائياً ولكن الواقع العلمي يجعلها لا تبالغ في ثقتها بما يجعلها في مواجهة دائمة ستستمر لمدة لسنوات قادمة .
المهم أن معالي الوزير السابق واجه كل هذه الأحداث بالصبر والعمل الجاد ولم تتوقف رحلته المكوكية وزياراته الميدانية لجميع مناطق المملكة رغم معرفته أن الرحيل عن الوزارة بات وشيكاً لأن الفترة الثانية للتجديد باتت وشيكة وبناءاً على نظام الوزراء المعمول بة في المملكة فإن ثمان سنوات هي

أقصى مدة زمنية يشغلها أي وزير إلا إذا رأى ولاة الأمر غير ذلك حسب الظروف والمعطيات التي يقتضيها الوضع الصحي في البلد.
لم يكن الدكتور / الشبكشي ينظر إلى وقت الرحيل أو يحسب حساب الوقت المتبقي له في الوزارة لم يغير أي من أسلوب

تعامله مع منسوبي الوزارة وأستمر في تنفيذ كل ما كان قد خطط له ولم يتوقف أو يتراجع أداء وزارته ولم يفعل كما يفعل بعض المسئولين عندما يعرفون برحيلهم حيث يتغير أسلوبهم الإداري في التعامل مع الأحداث وتظهر في لحظاتهم الأخيرة قرارات اللحظات الأخيرة حيث تتغير قناعاتهم في بعض الأمور لأسباب غير معروفة .
الدكتور / الشبكشي لم يكن من هذا النوع من المسئولين البتة بل بالعكس كان في أيامه الأخيرة أكثر صرامة وتواجد ولم يشعر أحد أن هناك أي تغير على سلوكه الإداري أبداً وقد يقول قائل من أنا لأقول هذا الكلام وأنا البعيد عن أروقة الوزارة وهنا أقول لهم أنني قد لاحظت ذلك من خلال اجتماعين تاريخيين عقدت في أواخر أيامه في الوزارة كان لي شرف حضورها بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان وعرفت مدى حرصه وأسلوبه المقنع والمتشدد في نفس الوقت لحل بعض إشكاليات المنشآت الصحية بالمنطقة حيث لم يكن هناك أي تأثير لذلك بل كانت توجهات وطريقة حديثة تعطي انطباعا لوزير كأنة سيقيم أبد الدهر على كرسي الوزارة .
الخلاصة أن ما أستطيع قوله وفي تقديري الشخصي أن الدكتور الشبكشي كان من المفترض أن يستمر أربع سنوات أخرى لينهي ما بدأه خاصة وأنه تجاوز بالوزارة معظم محنتها وظروفها القاسية التي لم تسهم في بروز جهوده الشخصية التي بذلها أبان فترة عمله وزيراً للصحة , رحل الدكتور الشبكشي إلى خندق آخر من خنادق العمل لخدمة وطنه فسلام عليه أينما كان وأكاد أجزم أنه كان سعيداً بذلك أيما سعادة

وسلم ملف الوزارة لخلفه الدكتور / المانع وأتصور أن معاليه لم يستطع شرح كل التفاصيل للأحداث التي عصفت بالوزارة خلال ثماني سنوات وكأنه لم يكن يشأ أن ينكأ الجراح أو لأنة كان يعرف مقدرة الدكتور / المانع الكبيرة على معرفة أدق التفاصيل لعمل وزارته ولكن أكاد أجزم أنه لم يكن قد تبقى هناك الكثير من قضايا عالقة في ملفها حيث كان قد حقق أعظم إنجاز لها وهو التخلص من مديونيتها وهو الملف الذي أعاق حركتها طوال ثماني سنوات وأصبحت حرة بلا ضغوط ولذلك لم يعد أمام الوزير الجديد سوى الحفاظ على الإنجاز الأبرز خاصة وأن العودة لهذا الملف كانت شبه مستحيلة لان الوزارة يفترض أن تكون قد تعلمت من تلك التجارب القاسية ربما إلى الأبد كما أن الوضع الاقتصادي للبلد شهد طفرة مالية جديدة لم تكن في الحسبان حيث وصل سعر البترول إلى أعلى مستوياته مع وفرة في الإنتاج وبالفعل بعد استلام الدكتور المانع من سلفه باشر مهامه ولم يكن الدكتور المانع مشهوراً لدى العامة ولذلك لم يكن أحد يستطيع أن يتنبأ بالأسلوب الذي سينتهجه هذا الوزير لمستقبل الوزارة عدا بعض الكتاب الذين كتبوا على استحياء عن شخصية الرجل وتوقعاتهم التي تكون لم تكن دقيقة إلى حد بعيد بعد أن بدأ في طرح فلسفة جديدة تعتمد على التفويض المطلق لبعض مساعديه مع إعطاء صلاحيات أكبر لمدراء العموم بالمناطق في خطوة إيجابية للتخلص من المركزية في القرارات وهي خطوة تعتبر الأبرز في عهدة مع إجراء بعض التغيرات في الوجوه والتي يرى أنها باستطاعتها تفهم أسلوبه وكالعادة لجميع الوزراء فهناك

أسماء يتم استقطابها بناءاً على معرفة سابقة أياً كان نوع المعرفة حيث إلى الآن وللأسف أن جميع الوزارات ليس لديها معايير لاختيار الأشخاص المناسبين لتولي المناصب ولهذا تأتي معظم قرارات الوزراء الجدد مبنية على خبرات وانطباعات شخصية ليس إلا , ولذلك يضيع الوقت لدى بعض الوزراء في اختيار الأشخاص المناسبين وتتبدد الجهود وتبقى كل الاختيارات رهن التقييم وربما التغيير مرة أخرى وهذه المعضلة يحب أن تتخلص منها كُل وزاراتنا الموقرة لأنها أحد أهم المعوقات حيث تفشل في أحيان كثيرة معظم الاختيارات ولهذا يجب وضع معايير ومقاييس لاختيار الشخص المناسب ووضعه في المكان المناسب الذي يتوافق مع قدراته وإمكاناته المبنية على الخبرات التي تأتي ضمن الطرق المتعارف عليها وليس بناءاً على قرارات ارتجالية .
الدكتور / المانع كأي وزير آخر لابد له أن يقرأ كل الملفات وهذا يحتاج إلى مزيد من الوقت خاصة وأنة شخص قادم من خارج أروقة الوزارة وهذا هو أكبر تحدي يواجهه أي وزير مع الأسف ففي 50% من وزاراتنا هو تبادل مواقع فالحج أصبح للإعلام وحقوق الإنسان ذهب وزارة التربية وأما 50 % الأخرى فهم غالباً يأتون من خارج أروقة وزاراتهم ويتفاجؤون بأن الحمل كبير ويحتاج إلى وقت كبير ليتأقلم أولاً مع بروتوكولات التعامل مع المنصب وهي أمور تحتاج إلى إعداد مسبق , كما أقترح معالي وزير العمل الدكتور / القصيبي وهو العارف بأدق تفاصيل العمل الوزاري المعقد الذي يحتاج إلى جهد وإمكانيات غير اعتيادية لضمان النجاح

ولذلك لم أقرأ منذ أن عرفت نفسي في مطبوعة إعلامية أن وزيراً أستطاع تحقيق نجاحاً باهراً يمكن الإشارة إليه بالبنان حتى لو كان ناجحاً بكُل المقاييس وغالباً ما يتعرض بعض الوزراء إلى انتقادات لاذعة خلال فترة عمله وأنا أعتبر ذلك ظاهرة غريبة تستحق الدراسة والتحليل والمشكلة أننا لم نرى أيضاً أي وزير يعترف بالإخفاق أبداً حيث لم يتقدم أحد باستقالته قبل انقضاء مدة التكليف كاملة مهما كانت الظروف ولا أذكر حادثة واحدة من هذا النوع منذ أن وعيت وعرفت مجلس وزرائنا عدا حالة استثنائية كانت أسبابها غير معروفة والتي تقدم فيها الدكتور / القصيبي بالاستقالة من وزارة الصحة رغم ما حققه من نجاحات في فترة وجيزة حيث ساهمت شهرته الطاغية والضجة الإعلامية التي تزامنت مع توليه الوزارة آنا ذاك ولا تزال إستقالتة أمراً غامضاً إلى هذه اللحظة على الأقل بالنسبة لي ولشريحة كبيرة من المجتمع رغم أنه حاول التطرق إلى ذلك في كتابة حياة في الإدارة بشيء من التحفظ وفي رأيي أن القصيبي هو الشخصية الأكثر جدلاً كونه مدرسة من الصعب أن تتكرر فلم يكن من الممكن إقصاءه إلى الأبد فهو أحد المواطنين المخلصين ولذلك عاد للواجهة من جديد وكلما تولى وزارة أحدث فيها نقلة نوعية في أدائها وغالباً ما يتولى وزارات قد دخلت غيبوبة فيعيد لها الحياة ولكنه يظل في مرمى سهام المنتفعين واللصوص والدليل ما تواجهه اليوم وزاراته وزارة العمل من انتقادات تصل إلى الاتهام بأنه أحد أسباب تأخر التنمية في البلد والسبب الوحيد لهذه الحرب التي غالباً ما يشنها عليه أيادي تنهب مقدرات البلد وتمارس تجارة الرقيق بصفتها العصرية من

خلال تجارة العمالة الوافدة التي تعيث في الأرض فساداً ولا أدري هل سيستمر القصيبي الذي يبدو لي أنه لم يستفاد من إمكاناته الكبيرة إلى الآن كونه لم يُعطى كامل الحرية في تطبيق ما يراه صحيحاً في مجتمع أعتبره عدائي يحارب أي تغيير أو تجديد وكم أتمنى أن يستفاد من هذا الرجل فلم يعد في عمره أكثر مما ذهب مع دعائي له بطولة العمر .
أعود إلى موضوع وزارتنا وزارة الصحة المدرسة التي يتلذذ أصحاب القلم من الكتاب والصحفيين في انتقادها والمبالغة في ذلك فهي في نضرهم الوزارة التي عجز جهابذة الدرس والتحليل معرفة سر إخفاقها ولا يمكن لمثلي أن يفسر هذا الإخفاق الذي تحققه في كل دورة بتقدير ممتاز في نظر الجميع حتى أن البعض ذهب إلى القول أنها تحتاج إلى 100 عام أخرى لحل مشاكلها المزمنة ومن وجهة نظري أن هذه التوقعات غير منطقية ومبالغ فيها لأنها مجرد انطباعات شخصية وبعيداً عن المبالغة والتوقعات المغلوطة من قبل بعض الكُتاب فأنا أقول أن وزارتنا اليوم تسير بخٌطى ثابتة نحو تحقيق ما يأمله المواطن وهي تعمل حالياً على التخلص من العمل وفق الأجتهادات الشخصية وقد أصبحت تخطط وقامت بوضع برنامج تطبيق لمعايير الجودة الشاملة ولكن العقبات لا زالت كثيره وأملنا أن يحقق الوزير في دورتة الثانية ما فاتة في الدورة الأولى ومن أهم المعوقات أن أنظمة العمل في منشآتها غير موحدة فعلي سبيل المثال التشغيل الطبي فيها ينقسم إلى تشغيل شامل وتشغيل كامل طبي وتشغيل ذاتي وتشغيل جزئي وعقود تشغيل من الباطن ومن الداخل وتشغيل طلب مباشر يتبع لملاكها وهكذا لكل تشغيل نظام خاص بة ويحتاج إلى مزيد من الجهد والكوادر لضبط العمل بة وهنا تتشتت الوزارة وتكثر الأخطاء والفساد ويصعب التحكم في هذا التعدد لأنظمتها وأعتقد أنها بصدد توحيد أنضمتها ومن أكبر المشاكل أن وزارتنا مشغولة دائماً بما يكتب في الإعلام من غير المتخصصين من الأقلام التي تكتب في كل شيء وتخلط

الحابل بالنابل ورغم معرفة الوزارة بأن ما يكتب ما هو إلا انطباعات شخصية إلا أنها تتجاوب معة بشكل لافت ويشغلها عن كثير من الأمور الأكثر أهمية ولم يعد الأمر مقتصراً على الصحافة بل وزارتنا أصبحت أول وزارة تناقش قضاياها عبر التلفزيون الرسمي وهذة كانت قاصمة الظهر ويعتقد الأعلام أنه بذالك يسهم في تطوير العمل بينما هو يساهم في هدم جسور الثقة التي تسعى الوزارة لبنائها.
ولكي تتمكن الوزارة من عمل مصالحة دائمة مع الأعلام والمواطن عليها حل هذة الملفات الساخنة وأهمها على الإطلاق: -
1 – ملف العجز في الكوادر الطبية :
• فالمنشآت الصحية الكبيرة لازالت تعاني من غياب الاستشاري في التخصصات النادرة مثل العناية المركزة.
• أيضا الأخصائيين كذلك عددهم قليل مقارنة بحجم العمل.
• الأطباء العموم عددهم قليل مع تدني مستوى الأداء العملي والعلمي مع اعتمادهم على العنصر الأجنبي بشكل ملفت.
• كذلك العنصر النسائي من الطبيبات رغم الحاجة الملحة لازال هناك شح رغم كل المطالبات المستمرة بتوفيرهن.


• كوادر التمريض عجز كبير كماً وكيفاً .
• كوادر المختبر والصيدلية والأشعة لازال هناك عجز كبير كما وكيفاً .
• المناصب الإدارية لازال يشغلها 70% من العناصر الفنية التي تعاني منشآتها من شح أعدادهم لأنهم تركوا مجال عملهم وانتقلوا للوظائف الإدارية .
2 – الأخطاء الطبية المتكررة وهو الملف الأكثر سخونة وهو نتيجة لما سبق ذكره .
3 – المنشآت المدمرة بسبب الإهمال في الصيانة الدورية والتي أصبحت بحاجة إلى ترميم كامل نتيجة ما عانته من إهمال وعدم متابعة وتلاعب الشركات المشغلة خلال السنوات الماضية عندما كان هُناك شح في الموارد مع غياب للمتابعة والرقابة .
4 – شبكات الكمبيوتر والتي توقفت عن العمل لسنوات لحاجة إلى تجديد وصيانة وهو ملف مهم ومكلف في نفس الوقت ولكن الحاجة إليه ضرورية جداً .
5 – أحد أهم الملفات التي تحتاج أيضاً إلى مراجعة هو لماذا التوسع الأفقي والرأسي والمباني وضخ مبالغ طائلة على مشاريع كلها تولد معاقة بسبب عدم توفر العناصر البشرية التي تشغلها فهذا التوسع يؤدي تدريجياً إلى ضعف الأداء حيث لا يتم إستحداث وظائف لها حيث تقف وزارة الخدمة المدنية في وجهه إستحداث الوظائف ووزارة الصحة في يدها البناء ولكن لا يمكنها توفير وظائف وهذه مفارقة عجيبة كيف تغيب عن ذهن وزارة الصحة الاحتياج الفعلي لكل منشأة مستحدثة من العناصر البشرية باختلاف تخصصاتهم مع البلدان المتقدمة

وعلى سبيل المثال اليابان تطبق إيجاد العنصر البشري أولاً وتعده الإعداد الجيد ثم تقوم ببناء مشروعها الصحي وهذا ما تعرفت عليه هناك عندما درست علم الإدارة الحديث حيث لفت انتباهي أنهم يرفضوا أي توسع دون توفر العنصر البشري الكافي وهي إستراتيجية مهمة وأذكر مثال لتوضيح هذه النقطة حيث عندما عملت في أحد المستشفيات في اليابان حضرت احد الاجتماعات الذي عقدته إدارة المستشفى لمناقشة زيادة عدد سريرين للعناية المركزة وكان أهم سؤال طرح كم عدد الكوادر التي تحتاج السريرين قبل كل شيء من أطباء وتمريض حيث قرروا في نهاية الاجتماع عدم الاستحداث إلا بعد توفرهم وتدريبهم حيث يبدأ إضافة السريرين بعد وجودهم بثلاثة أشهر , إذا هذا ما لا يحدث عندنا نهائياً وهذا هو سبب تدني مستوى أدائنا فنحن نتقدم في البناء والتشييد ونتراجع في العناصر البشرية كما وكيفاً .
ولكل ما تقدم لم تعُد في رأيي دورتين وزاريتين كافية لأي وزير لحل كُل المشاكل التي تواجه وزارته وحبذا لو أضيفت فصولاً أربعة جديدة لفصولها الثمانية الحالية .

ففي عهد معالي الوزير المانع تم وضع حجر الأساس لأكثر من مدينة طبية وأكثر من مستشفى مع التوسع في عدد الأسرة في بعض المستشفيات مع وضع حجر الأساس لأكثر من 2000 مركز صحي كمشاريع حيوية مهمة ينتظرها المواطن ولكن لم نقرأ أبداً أي تصريح لوزارة الخدمة المدنية كم أستحدث من وظائف لتشغيل هذه المنشآت ومواجهة هذا التوسع وأمام هذا الصمت والتأخر في إيجاد وزارة الخدمة المدنية لهذه الوظائف أصبح الطبيب الذي كان يشرف على 10 مرضى يشرف الآن على 20
والممرض الذي كان يقوم برعاية 5 مرضى أصبح يقوم برعاية 10 مرضى
وفني المختبر الذي كان يفحص 100 عينة أصبح يفحص 200
إذا ماذا ننتظر من وزارة الصحة أن تفعل منفردة والتي مطالبة بالتوسع وليس في يدها إيجاد وظائف غير المزيد من الأخطاء الطبية ومزيد من الانتقادات ومزيد من الفشل .
وزارة الصحة إذا بقيت في وجهه العاصفة منفردة دون مساندة من الإعلام والمجتمع وباقي الوزارات فلن ينجح فيها كائناً من كان ومسألة تغيير الوزير أو إستمراره لا تعني الشيء الكثير بقدر ما هي حالة من التأثير النفسي والتخدير الموضعي الذي سرعان ما ينتهي وتعود الوزارة بمن فيها إلى دائرة الانتقاد والاتهام وأعرف أنني لست أول من كتب وطالب بمثل هذه المطالب ولكن تنتاب أي وزير حالة من التوهان يصبح معها أسيراً للأسلوب الإداري السائد في معظم قطاعاتنا الحيوية هو الإدارة بالمشاكل حيث عندما تظهر مشكلة يحاول المسئول حلها حلاً مؤقتاً ولم أرى في حياتي حلاً جذرياً لأي مشكلة تعانيها منشآتنا الصحية حيث أسلوب الترقيع والمداراة هو السائد ويبدو أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان ومجبراً أخاك لا بطل وكل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن....
يقي أن أذكر الأشياء التي لم تستغلها الوزارة الاستغلال الأمثل على الأقل إلى الآن وربما أن وزير الصحة يفكر في ذلك ولكني أرى أن ذكرها مهماً وفي رأيي أنه لازال هناك متسع من الوقت لتحقيق ذلك من خلال التخطيط الإستراتيجي الذي يجب أن يوكل إلى خبراء في التخطيط الإستراتيجي بالتعاون مع مستشارين في الجودة النوعية في المجال الصحي تعمل باستقلالية تامة ويؤخذ بكل اقتراحاتهم وتمنح الدعم الكامل لوضع كل خططهم موضع التنفيذ .
إذا ما هي الأشياء التي كفيلة بنجاح الوزارة بإذن الله ؟


1 – الموازنة كانت كبيرة وكفيلة بتحقيق المأمول حيث أصبحت 4 أضعاف الموازنات التي سبقت تولي معالي وزير الصحة المانع ولكنها ذهبت للإنشاء والتطوير .
2 – العلاج بأجر المطبق على المقيمين لم يكن قائماً إلا في عهد معالي الوزير المانع وهي إحدى حسنات وزارته ولم تستغل الاستغلال الأمثل إلى الآن لتطوير المنشأة وتعمل دون أنظمة دقيقة وبعض المنشآت لها اجتهاداتها الشخصية بهذا الشأن والذي قد يحدث فيه بعض التجاوزات أو التقتير وفي كُل الأحوال فهذا النظام بحاجة لمزيد من المرونة مع فرض رقابة رقابه في حال غابت الرقابة الذاتية التي تحكم بعض الأفراد .
3 – التأمين الصحي لمنشآت القطاع الخاص لأكثر من 50 عامل وهي خطوة أيضا تعتبر من حسنات عهد الدكتور/ المانع ولكن دون نظام واضح ودقيق لحساب التكلفة مما يجعل معظم المنشآت في القطاع الخاص تتعاقد لعمالها مع المنشآت الصحية الخاصة والتي عرفت كيف تنافس الخدمات الصحية الحكومية وتسحب البساط من تحتها حتى أن معظم متلقي الخدمة من المنشآت الحكومية يهرب إلى القطاع الخاص لتلقي العلاج رغم ما تتكبده من خسائر وهنا نستطيع أن نقول أن القطاع الصحي الحكومي يفقد ثقة المجتمع تدريجياً رغم الإمكانات الهائلة الكفيلة بتطويره .
4- إستحداث المراكز الاستشارية التي يعمل بها الاستشاريين السعوديين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص ولذلك فهي تتراجع رغم إمكانية تطويرها وجعلها منافساً قوياً في حال طورت أدائها من خلال الاستفادة من دخل هذه المراكز

والعلاج بأجر وصرفه في استقطاب مزيد من العناصر البشرية لسد العجز , كل هذه الأمور التي ذكرت كفيلة بحل الكثير من المشاكل العالقة حالياً.
وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا نجح القطاع الخاص في خدماته الصحية ولماذا يجني أرباح طائلة بينما موازنته التي ينفقها هي 1 إلى 10 من قيمة ما تنفقه الوزارة على خدماتها الصحية وفي ذات التساؤل إجابة لأن لقطاع الخاص عرف أسباب الضعف في القطاع الحكومي المتمثلة في ضعف أداء العنصر البشري لدى القطاع الحكومي مع غياب الرقابة والتخطيط البشري ولذلك في حال أستمر هذا الوضع فإن التخصيص هو الحل الوحيد رغم علله وتولي الحكومة الإنفاق على التأمين الصحي للمواطن وهو الطريق الذي سلكته الدول المتقدمة بعد فشل أنظمتها الصحية وهذه الخطوة مكلفة في بادئ الأمر ولكن الكلفة تتضاءل مع الوقت واكتمال الأنظمة الخاصة بينما هي في ازدياد واحتياج متزايدة في حال أستمر النظام المعمول بة حالياً ويبقى المواطن يقف في طابور طويل ينتظر الفرج في تلقي رعاية صحية ربما يكون في أمس الحاجة لها بشكل لا يقبل الانتظار فالأسرة مشغولة والأوبئة تنتشر والعدوى تتفاقم والحوادث المسببة للإعاقة مستمرة في مسلسل درامي عجزت المنشآت الصحية في مواجهته والرعاية الصحية الأولية هي في آخر اهتمامات الوزارة وتشكو قلة حيلتها والمستشفيات التخصصية ضاقت ذرعاً بالكم الهائل من التحويلات ويوماً بعد يوم سيتقاتل الناس من أجل


سرير الذي أصبح بدوره كمقاعد الدراسة الجامعية لا يمكن الحصول عليه إلا بواسطة وهكذا نسير كلنا بسبب أنظمتنا إلى صراعات واتهامات تواجهه الحكومة التي تنفق بسخاء دون أن ترى إنجازاً لكل هذه الجهود التي تذهب سدى وفي كل عام هي مطالبة بالمزيد من الدعم لمشاريع تولد معاقة وتموت ببطء فإلى أين نحن ذاهبون أيها السادة ؟!!
كم أتمنى أن أعرف ماذا سيحدث بعد 10 سنوات لخدماتنا الصحية إذا استمرت على هذا الحال وكم يا ترى سنحتاج من المنشآت والمباني الخراسانية والأجهزة الطبية والأسرة لمواجهة هذا الانفجار السكاني الذي لم يناقشه أحد إلى الآن ولا أحد يدري ماذا سيكون حال الناس بعد 10 سنوات كم أتمنى أن يمتد بي وبمن يقرأ حروفي العمر لنرى ماذا سيحدث ولكن كم سنكون بحاجة إلى سرير شاغرة لأننا سنكون قد وصلنا إلى أرذل العُمر.
وكم أرجو أن تسعى الوزارة قبل هذا وذاك إلى اتخاذ بعض الخطوات الهامة التي تضمن استمرارية عملها دون أن تتعرض إلى لوي ذراعها مرة أخرى في مستقبل الوقت إذا سعت فعلاً لحل كل ما تقدم من معضلات فهي بحاجة ماسة إلى : -
1 – إنشاء شركة مساهمة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية بمواصفات عالمية وذات جودة عالية على أن تكون هذه الشركة المساهمة بالمناصفة بينها وبين المواطن باستثمار طويل الأجل وهي بذلك ستحافظ على الموارد المالية التي تضعها في خزانة القطاع الخاص وتعيد تدويرها مع ذهاب جزء من موارد الشركة للمساهمين مثلها مثل أي شركة مساهمة تعمل في السوق .
2 – إستحداث نظام التقاعد المبكر للتخلص من الكوادر الغير مستحبة والتي أصبحت تمثل عبء على الوزارة مع محدودية إنتاجها مع وضع خطة موازنة لتأهيل كوادر فنية وإدارية بديلة بتأهيل عالي ضمن خطط دقيقة مع ضخ موازنة كافية لتدريب عناصرها البشرية التي تحتاج إلى تأهيل وذلك من خلال مراكز تدريب وتأهيل متطورة في كل منطقة مدعمة بعناصر أجنبية من الدول المتقدمة وإيقاف الإبتعاث الخارجي المكلف وضخ المبالغ التي تصرف على الإبتعاث الخارجي في فتح جامعات داخلية تخرج على الأقل الكوادر الفنية والتمريض بدرجة البكالوريوس لسد العجز الذي تعانيه منشآتها بالتعاون مع جامعات عالمية عالية التأهيل لضمان جودة كفاءة الخريج الذي سيتمكن من إحتلال مكان العنصر الأجنبي الذي ستبقى الوزارة بحاجة ماسة لوجوده طالما بقي مستوى العنصر السعودي دون البكالوريوس فخريج المعاهد والكليات الصحية الحكومية والمعاهد الأهلية الذي لازال عاجز عن تحمل المسئولية منفرداً وسيبقى بهذا المستوى عبئاً مضافاً بلا جدوى إلا فيما ندر .
3 – على الوزارة تتولي أعمالها بنفسها وإلغاء شركات التشغيل الطبي الشامل والكامل وحتى الذاتي فهي ليست بحاجة لمزيد من الأعباء المضافة فيما يخص الرقابة والمتابعة وعليها تطوير أداء إداراتها ذاتياً دون الحاجة للاستعانة لشركات
هدفها الرئيسي المكسب المادي على حساب معاناة الخدمات المقدمة من خلالها للمنشآت الصحية الحكومية فهي تأكل نصف الكعكة ربما أن هذه الشركات أتت عندما كانت الوزارة بحاجة إلى الدفع الأجل فهي الآن لم تعد بحاجة له نهائياًَ وبإمكانها الاعتماد على نفسها من خلال تطوير إدارات الموارد البشرية وشئون الموظفين فيها إدارات الشئون الصحية بالمناطق وهو أمر ليس صعباً فهي أصلاً إدارات قائمة كل ما تحتاجه شيء من الدعم والتطوير للعنصر البشري لا أكثر ولا أقل .

وختاماً نسأل الله أن يوفق الوزير لكُل مايحب ويرضى


والله من وراء القصد

الأحد، 25 مايو 2008

الحلقة الأولى بعد ( العاشرة )

وها أنا ذا أصل إلى الحلقة الأولى بعد العاشرة التي توقف فيها عند الثلاثة أشهر التي قضيتها في العاصمة الرياض التي كنتُ أحلم بزيارتها منذُ أن تعلمت في الصفوف الدراسية الأولى عن عاصمة دولة فهي المدينة الأولى وفيها كُل ما يخطر على البال هكذا تصورتها منذُ أن زرع أحد المعلمين في رأسي حب التعرف عليها بل أنة نصحني أن أهاجر إليها ففيها قد أحصل على فرص قد لا تتسنى لي إذا بقيت متشبثاً ببقائي هُنا في جازان . وقد يتساءل أحدكم قائلاً أيعقل أن شخص شارف على الثلاثين يزور عاصمة بلدة لأول مرة ؟ لما يا تُرى لم يحاول القيام بزيارة لها ولو من باب التعرف والسياحة؟ وأنا أجيب ببساطة أن الكثير من أبناء المدن الصغيرة أمثالي ينشاؤون في بيئة منغلقة لاتتجاوز نظرة الفرد فيها أبعد من زوايا قريته الصغيرة أو الحي الذي يعيش فيه , وطبعاً لم يعد هذا الحال قائماً في وقتنا الحاضر في ظل هذه الثورة المعلوماتية وعصر الستلايت وأصبح طفل الرابعة يشاهد العالم من على أريكة وثيرة عبر شاشة بلازما كرستالية وبرامج يتعرف من خلالها على بلدان العالم عبر برامج تشجعه على السفر و الترحال يشاهد شلالات نيفارا وجبال الألب وأهرامات مصر والحدائق المعلقة وبرج إيفل يكبر طفل اليوم وقد تشبع ذهنه بمعالم لم تعرفها أجيالنا السابقة التي ماتت وهي لا تعرف إلا قصص الزير سالم الذي حقق مسلسلة نجاحاً باهراً لو لا أن المخرج حطم تلك الأسطورة للزير سالم بنهاية مذلة حطمت مشاعر متابعي ذلك المسلسل . لذا فجيل اليوم يحمل ثقافة السف رو الترحال والسياحة منذُ الصغر فبمجرد أن تتوفر له الفرصة ينطلق ويسافر ويجوب الأرض شرقاً وغرباً يتعشى في جنيف ويفطر في واشنطن الحياة اليوم غير حياة أجيالنا السابقة وبرغم أنني عشت وعاصرت جزء من حقبة تلك الأجيال وما تبقى من عُمر أعيشة مع هذا الجيل .إلا أنني أحن إلى عيشة الحقبة الزمنية التي عاشها الأجداد والآباء تلك الحقبة التي كانت متشبثة بالقيم والمُثل العليا للإنسانية حيثُ البساطة والنقاء وحب الخير للجميع , الجار يحنو على الجار , يضع الأخ رأسه إلى جوار رأس أخيه على سرير واحد ويناموا قريري العين تختلط أنفاسهم محبة وصفاء يناموا نوماً عميقاً لا صراع على لعبة يرتدون قمصان بعضهم دون أن يسأل أحدهم الآخر لماذا فعل ذلك , حياة بسيطة في تفاصيلها المترابطة والسلسة بلا تعقيدات . يوم الأمس كان طويلاً هكذا أشعر اليوم مقارنة بهذه الأيام التي لم تعد قدراً على اللحاق برتنها السريع وتجد نفسك غير قادر على فك طلاسمها وتعقيداتها الكُل يجري وينتقل من مهمة إلى أُخرى دون أن يكمل ما بدأه أصبح الجميع في سباق مع الزمن . كُل من لاقيت يشكو دهره ........ليت شعري هذه الدنيا لمن فئة تعيش فقر مدقع وفئة تعيش ثراء فاحش هذا هو الحال في هذه الدنيا الفانية في وقتنا الحاضر غلاء فاحش يتجرع مرارته الإنسان البسيط من ذوي الدخل ( المطحون ) قصدي (ذوي الدخل المحدود) والغالبية العظمى تعيش بلا دخول والبعض يعيش على مبلغ بالكاد يسد الرمق يتقاضاه من مصلحة الضمان الاجتماعي . قرأت تقريراً مؤخراً نُشر في جريدة الوطن مفاده أن عدد موظفي الدولة الذين سيستفيدون من الزيادة 5% هو 830 ألف موظف سعودي وأجنبي في جميع قطاعات الدولة تخيلوا هذا الرقم الذي قد يصيب أي عاقل بالجنون خاصة عندما يجعله هذا الرقم يعرف أن بقية السكان يعيشون عالة على أكتاف هذا الرقم من الموظفين . حاولت أن أكذب ما قرأت وقلت في نفسي ربما خطأ مطبعي وبقيت أتابع الصحيفة حتى هذه اللحظة لعل وعسى أن يأتي تعقيب يفيد بوجود خطأ في الرقم ولكنها الحقيقة التي تدمي القلوب إنني أيها القراء أكاد أفقد صوابي كُلما تذكرت هذا الرقم . ماذا يجري ؟؟ ما الذي سيحل بنا ؟؟ الناس تتوالد بجنون وكأنها تسخر من هذا الحال الذي يقودنا إلية سوء التخطيط الذي يتولها خبراء يعيشون في أبراج عاجية لا تعرف عن الشوارع الضيقة وتكدس الطبقة المطحونة في زواياها بشكل مخيف إنهم لا يعرفون شيء عن هؤلاء الذين يجأرون بالشكوى ولا مجيب . ألستُ على حق حينما أتمنى العودة إلى غابر الأيام زمن الأجداد الذين رحمهم عزرائيل منرؤية هذا المشهد المروع . هل نحن بخير ؟؟ أكاد أشك في ذلك ولكني أحمد الله أنة لم يبقى في العُمر أكثر مما ذهب فلعلي لا أرى مزيد من هذه المشاهد والصور. فساد وتفسخ وانسلاخ أخلاقي يشيب له رأس الوليد . صحيفة تنشر خبراً مفاده أن إبناً يضرب أُمة بالسوط حتى الموت أمر مريع من كان يتوقعه. خبر آخر مفاده أب يغتصب إبنتة وإبنة تحت تأثير المخدرات لا حول ولا قوة إلا بالله حرمات تنتهك فضائع وماذا بعد؟؟ كيف ياتُرى لا أتمنى العودة للوراء هل أشعر بالسعادة وأنا أسمع وأرى كُل هذه الفظائع؟؟
من منا سيشعر بالسعادة وهو يرى شعب مسلم يحاصر بأكمله براً وبحراً وجواً شعب بأكمله يموت جوعاً وإخوانهم في الإسلام والدم والعروبة عاجزون عن نصرتهم مليار مسلم لا يملكون أن يفعلوا شيء أمام هذه الهمجية الصهيونية سوى الشجب والاستنكار وليتهم حتى هذه قعدواعنها يشاهدون ( شعب غزة الأبية ) عبر الشاشات التي تنقل مشاهد الموت الجماعي مليار مسلم لا يحركون ساكنناً عاجزون حتى عن تقديم رغيف ناشف لهم. أي راحة سنشعر بها ونحن نرى هذا المشهد المخزي حاشى وكلا لمؤمن صادق الأيمان أن يشعر براحة لهذا الحال . المشاهد في هذا الزمن كثيرة لا تُعد ولا تُحصى ولكن لا أريد أن أدمي قلوبكم بالمزيد منها وأكتفي بالقول أنني وفي أيامي المتبقية أتمنى على الأجيال القادمة أن لا تطغى همومها الشخصية على هموم أمتهم من خلال التمسك بدينهم الذي هو عصمة أمرهم باعتدال دون
تشدد أو غلو في الدين وأن يحارب الجميع هذا الوباء المستشري في جسد الأمة وأن ينقذوا مجتمعاتهم من الرذيلة والفحش والفسوق وآفة المخدرات فأنى لأمة أن تنتصر على ضعفها وهي تعاني كُل هذه الأوبئة .
أعذروني إن شطحت قليلاً رغماً عني أعود إلى الحديث عن وصولي إلى الرياض كان ذلك لأول مرة في حياتي فكُل سفرياتي السابقة لها خط ومسار واحد هو جازان مكة المكرمة المدينة المنورة والعودة ( صده ردة ) كما يقول إخواننا الفلسطينيين المهم أنني وصلت وأخذت أبحث عن سكن قريب من مقر المستشفى ولكني عجزت عن إيجاد سكن فالكل يرفض تسكين العازب ( قصدي متزوج عازب مؤقتاً )
أليس عجيباً أن مجتمع بة ملايين العاطلين عن العمل يرفض صفة العزوبية المفروضة إجبارياً على الأغلبية كونهم عاجزين عن فعل ذلك فهم بلا مصدر دخل وحتى الموظف في هذا الزمان يتزوج بسيارة ويستمتع بالسفر ولم يعُد ضمن حساباته هم الزواج والأبناء فهو يقول ماذا أريد بو ع الرأس والمسؤولية؟ وحتى لا أشطح مجدداً فقد إضطريت للسكن في فندق بعيد عن مقر المستشفى ولم أكن حينها أعرف أن هُناك نجوم تُصنف الفنادق من حيث مستوى الخدمة وقد اكتشفت ذلك بعد مدة عندما زارني أحد الأصدقاء الذي فاجأني بعدم رضاه عن منح الفندق الذي أسكنه 3 نجوم فهو في نظرة يستحق تصنيفاً أقل كانت تلك هي المرة الأولى التي أتعرف فيها على النجوم الثلاثة ضحكت لجهلي بذلك وآليت على نفسي أن أعوض ذلك الجهل في مستقبل الأيام بوعد أن أسكن أفخم فندق في العالم إذا بقيت حياً جزاء وفاقا لجهلي بالنجوم التي كنتُ أعتقد أنها لا تسكن إلا السماء وقد أعانني الله أن أفي بوعدي حيثُ سكنت اعجوبة الفنادق في العصر الحديث بنجومة السبع ولن أذكر إسم ذلك الفندُق حتى لا يتورط أحدكم بمحاولة التعرف على فخامته والأقدام على مثل فعلي المجنون الذي تبت منة واستغفرت لذنبي إنه هو الغفور الرحيم . أعرف أنني أصيبكم بالغثيان بهذه الشطحات ولكن عليكم تحمل ذلك جزاء متابعتكم لما أكتب .
أعود إلى فندق الثلاث نجوم الذي أغضب صديقي ورغم ذلك فقد كانت قيمة الإقامة فيه أكبر من ميزانيتي التي رصدتها لتلك الرحلة والتي تحملتها من أجل عيون الجودة التي قادتني إلى جودة حقيقية في حياتي الخاصة فقد اكتشفت أن كُل شيء في حياتي الماضية كان غير منظم
ويحتاج إلى صياغة من جديد وهذا ما فعلته بالفعل وهو سر ما أنا فيه اليوم من نظام وترتيب لتفاصيلها الدقيقة وإن كنتُ لا زلت أشعر أنني أفقد ذلك النظام في بعض الأحيان وهذا يعني أنني لم أصل بعد للدرجة التي أتمناها ولكني أعمل على ذلك حتى هذة اللحظة .
أعود إلى اليوم الأول للدورة حيثُ رحب بي الجميع في القسم وأوكلوا أمري إلى المنسقة في قسم التدريب من أجل إعداد برنامج تدريبي لمدة ثلاثة أشهر حسب احتياجاتي التي أجهلها تمام الجهل فقد واجهت أول معضلة في شرح ما أحتاج فعنما سألتني المنسقة عن ما أحتاج أن أتعلمة وقفت حائراً عن الأجابة وأكتفيت بالقول العائم والتائه كصاحبة (( كُل شيئ) أنتم فصلوا وأنا ألبس .
أو كلت لكم أمري طبعاً إستغربت المسكينة تلك الأجابة العائمة وبدأت تتفحص هذا المخلوق
الغريب الذي يريد أن يتعلم كُل شيئ عن الجودة في ثلاثة أشهر التي قضى خبرائها والعاملين فيها نصف حياتهم وهم يدرسون أسسها .
وعندما رأيت إستغرابها قلت لها ياسيدتي لا تستغربي أنا بالفعل لا أعرف شيئ عن الجودة
وعليك أن تبدئي من الصفر فأنا خريج معهد صحي فصولة الدراسية مبنية من الصفيح في مدينة تختلف تفاصيلها عن العاصمة الرياض وطبعاً لا تستغربي أنني لا أحمل غير شاهدة الدبلوم لأنة لا يوجد لدينا مع الأسف أي جامعة للتمريض تمنح البكالوريوس فهذا المطلب غير موجود أصلاً والعجيب أنني عندما طالبت به بعد 18 سنة منذُ تاريخ هذا الحوار بيني وبين تلك المنسقة فوجئت بردة فعل ترفض هذا الأقتراح والبعض رأى أنني تجاوزت الخطوط الحمراء في الطرح ولو كنتُ أعرف أن مثل هذا المطلب صعباً لهذا الحد لانتظرت ضعف هذه المدة لعلها تجد القبول من المسؤولين وكأني في ذلك المقال المشئوم وكأني بمطالبي تلك أبغي أن أجلب المشاكل لهم .
ذلك المقال الذي ندمت على أنني كتبته أشد الندم وخاصة أنة أغلق في منتدانا الذي يمثل مهنتنا واعتبرت أن ذلك المقال إحدى شطحاتي وما أكثرها . المهم أن تلك المنسقة تفهمت وضعي المأساوي الذي هو وضع الغالبية العظمى من منسوبي مهنة التمريض والذي سيستمر إلى أجلٍ غير مسمى. المهم أن المنسقة الأمريكية الصنع والمنشأ وضعت البرنامج الذي أعدته لمدة شهر وسرعان ما قامت بتغييره بعد أسبوع واحد
حيث استطعت بعون من الله إتمامه واستيعابه خلال أسبوع وتم مناقشتي واختباري فيه حيثُ فوجئت المدربة بذلك بل أنني لا أبالغ إن قُلت أن الجميع كان مندهش . لقد كنتُ أقرأ وأكتب وأسجل كُل شيء وكُل الوقت استذكار وحفظ انتقلت لمرحلة متقدمة جداً من جمع للمعلومات وتحليل للبيانات ثم وضع المؤشرات والقرافك للنتائج ودراسة الحلول والخطط المناسبة لكل نظام كان العمل شاقاً ومرهقاً بالنسبة لي فقد كنتُ أفعل كُل ذلك يدوياً فقد كنتُ أجهل الكمبيوتر وإستخداماتة كما أن الكمبيوتر آنا ذاك مستخدم على نطاق ضيق جداً وقلة هم من يجيدون إستخدامة بل أن عددهم شبة محدود لذا فقد كانت معاناتي كبيرة وحجم العمل الذي أقوم بة مرهق جداً .
كوم من الملفات والأوراق التي يتم تصويرها لي لأعود محملاً بها يومياً إلى تلك الغرفة الكئيبة التي عجز (( الهوم سيرفس ) عن تنظيمها ولم شتاتها أعود في اليوم التالي لأناقش في تفاصيلها الدقيقة . فوضى وسباق مع الوقت أنستني كُل شي وشغلتني عن كُل شيء بين هذه الفوضى اتصال واحد أطمأن فيه على أسرتي الصغيرة التي يملأني الشوق لرؤيتهم شعور مرير بالوحدة لم أعتاد علية .
الأيام تمضي شهر شهران ثلاثة أشهر خضت خلالها أعظم تجربة في حياتي كم هائل من المعلومات اجتماعات مطولة ونقاشات حادة 12 شخصاً أشرف على تعليمي ومنحي عصارة فكرهم خضعت لأكثر من 20 اختباراً لم يكن حضوري عادياً أبداً ولستُ أثني على نفسي بقدر ما أود تأكيد أنة لا مستحيل مع الإصرار والمثابرة . والذي أكد لي ذلك التميز اتصال هاتفي من سعادة مدير المستشفى حيث أخبرني بأنة سعيد بالتقرير الذي وصلة عن آدائي وقال لي هل تعلم أنهم يرغبون في بقائك للعمل معهم كونك أول سعودي يثبت وجودة في استيعاب برنامج مكثف بهذا الحجم . لم أقتنع بقولة وضننت أنة نوع من التشجيع الذي يغذيني بة هذا الرجل من وقت لآخر . ولكن كلامه تأكد لي عندما تم استدعائي من قبل مسؤول الجودة الذي طلب مني أن أوقع عقد عمل معهم حيثُ قال هذه فرصة رائعة لك فأنت أول سعودي نمنحه الفرصة بالعمل بهذا المجال وهذا طبعاً لأننا وجدنا أنة بالإمكان أن تتطور مع الوقت الحقيقة أنني فوجئت بالعرض فقد كان مغرياً بكل المقاييس ولكني بغباء وسوء تقدير اعتذرت عن قبول العرض الذي لا أزال أشعر بالندم كلما تذكرته . كنتُ حينها أحسب الدقائق والساعات التي تفصلني عن العودة التي لم يتبقى منها سوى أسبوعاً واحداً . وأحسب لو أنني قبلت لما كنتُ كما أنا اليوم أعيش الصراعات التي تزداد شراسة ولم يعد الفكاك منها أمراً سهلاًً فمن بوابة الصراع أتيت إلى الجودة ثم أعادني التمريض إلية عبر منصب مدير خدمات التمريض بمستشفى الملك فهد لثمان سنوات ثم أخرجني الصراع إلى التخطيط والتطوير ثم وفي أقل من 3 أشهر ولأسباب أجهلها إلى هذه اللحظة أعود فجأة إلى أصعب التجارب التي لا أعرف كيف ستكون نتائجها عبر بوابة إدارة التمريض بالمنطقة الإدارة التي طالبت في نفس مقالي آنف الذكر بإغلاقها والتي وجدت فيها بعد مضي أسبوع فقط ما يجعلني أقول وبلا تحفظ إنها المكان الذي اختير لي بعناية ليكون أخر عهد لي بالانتصارات فهي المكان الوحيد الذي أكاد أجزم أنها القادرة على إلحاق الهزيمة بي وبغيري مهما كانت قدرات الشخص الذي يديرها .
لماذا أقول هذا الكلام وأنا لم أمضي فيها سوى أسبوع واحد من كتابتي لهذه الحلقة ؟؟ هذا ما سأكتب عنة في قادم الأيام فما يحمله مدراء هذة الإدارات وأعني إدارات التمريض بالمناطق من مسؤوليات كبيرة وبصلاحيات شبة معدومة كفيل بأن يحقق من يديرها الفشل بدرجة ممتاز
دون أن يكون هُناك من هو أفشل منة على وجه البسيطة إلا إذا حدثت معجزة إلاهية تنقذ هذه
الإدارات وهذه معركتي القادمة التي أشك في أنني سأنجح فيها . ما ذا سأفعل في قادم الأيام من أجل أن تتمتع هذه الإدارة ( بالحرية والتحرر من العبودية التي ترضخ هي ومن يديرها لها ) تذكروا أنني قُلت هذا الكلام قبل أن أبدأ المعركة فإن نجحت في ذلك فهو أعظم انتصار في تاريخي العملي وإن فشلت فأتحدى كائنناً من كان أن ينجح من بعدي وعليهم التسليم بضرورة إقفالها فوراً دون تحفظ. (( أما إن كانوا يريدونها أن تسير على ما هي علية الآن فأنني بإستطاعتي أن أقيم فيها بما تبقى لي من عُمر وأي شخص مهما كانت قدراتة يستطيع تسيير إمورها ذا فأنا قد لا أبقى لهذا السبب أو ذاك ولا أستبق الأمور وإن غداً لناظرة قريب)) هذه شطحة أخرى وويلي من شطحاتي التي ستحيلني نعشاً يحمل على الأكتاف قبل أن أحقق النصر الذي نذرت نفسي لة بما تبقى لي من عمر.
وقبل هذا وذاك أعود معكم في الحلقة القادمة لأكتب عن الأيام الخوالي ماذا فعلت بعد عودتي
من الرياض ؟؟ كيف كانت أيام الجودة ؟؟ ما هي الأنجازت التي تحققت ؟؟ كيف صدر قرار تكليفي مديراً لخدمات التمريض بمستشفى الملك فهد خلفاً لزميلي/ ناصر معتبي؟؟ الذي يشاء
القدر أن أخلفه في إدارتين حيثُ أتيت خلفاً له في إدارة خدمات التمريض بمستشفى الملك فهد ثم قبل أسبوع خلفاً له في إدارة التمريض بالمنطقة . أجواء لم أكن أتمنى أن أعيشها وصراعات فرضت علي فرضاً دون أن يكون لي يد فيها فماذا افعل ؟ وكيف سأستطيع أن أثبت براءتي مما يحدث ومما يقال ويحكى؟؟ أشياء وأشياء . بعضها يكتب ويحكى ويعضها لا بد أن يبقى في غياهب النسيان ولكنة في
النفس يبقى جرحاً غائراً لا ينسى ؟ فإلى الملتقى وإذا في العُمر بقية فللحديث بقية!!!!

((((الحلقة العاشرة))))

كنتُ قد توقفت عند تساؤلاتي عن الجودة ورحلتي في العمل في إدارة الجودة النوعية التي دامت خمس سنوات انتهت في أوائل 1420هــ وتحدثت عن تلك الرحلة المرحة وعن الأشخاص الذين رافقتهم الرحلة والتي كانت البداية لعملي بقسم الجودة النوعية. تقرر بعدها سفري إلى مدينة الرياض لتدريبي لمدة 3 أشهر بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني, وقد أتت هذه الدورة بتنسيق بين سعادة مدير المستشفى وخبير الجودة بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض. وقد تلقيت ألتوجيهه المفاجئ الذي لم أكن أعرف عنة شيء من قبل سعادة مدير المستشفى حيث استدعاني وأخبرني بأنة قد حصل لي على موافقة عاجلة وبصفة شخصية للتدريب لمدة 3 أشهر وعلي الاستفادة القصوى من الدورة التي ستكون مركزة ومكثفة على أعمال الجودة ونظم العمل بذلك المستشفى والذي يعتبر حينها حاصل على الأيزو في برامج الجودة وهو من أوائل المستشفيات في المملكة التي طبقت الجودة مبكراً حيث تعتبرفرصة مؤاتية لنقل تلك النظم وتطبيقها مبدئيا في مستشفانا.
رغم تفاجئي بالعرض خاصة وأنني لم أكن أعرف ما هو البرنامج الذي سأتعلمه وكيف سأفعل في عوالم تخصص يختلف تماماً عن تخصصي وخبراتي بهذا المجال تكاد تكون معدومة والمفاجئة الأكبر أن البرنامج سيكون بالغة الإنجليزية كون جميع العاملين في هذا القسم في ذلك المستشفى من الجنسية الأمريكية والغربيين وأنا في اللغة الإنجليزية ( مشي حالك ) فاكتسابي للغة كان عن طريق الاحتكاك بجنسيتين لا ثالث لهما الهندية والفلبينية فاللغة الإنجليزية عند الهنود تأتي مهزوزة لأن الرأس يتحرك معها والإنجليزية الفلبينية فهي بدورها أيضاً مهزوزة حيث يصاحبها ميوعة واهتزاز جسدي. إذا أنا سأكون هذا أو ذاك ولو أنني أفضل الأول على الثاني وفي كِلا الحالتين أنا في مأزق لافكاك منة.
انتابتني حالة من الخوف والتردد أمام هذا العرض ولكني لم أظهر ذلك وقبلت العرض الذي يدخل ضمن حسابات التحدي التي أواجهها برباطة جأش مهما كانت النتائج, ولكني لم أنسى أن أوضح لسعادة مدير المستشفى أن يكون واقعياً في توقعاته حول الدور الذي سأقوم بة بعد عودتي وأن لا يفرط في التفاؤل في نجاح مهمتي في استيعاب كُل شيء في نظم الجودة خاصة وأنة يحتاج أناس متخصصين في هذا العلم وأنا ليس كذلك. قال لي اذهب على بركة الله ولكل حادث حديث أهم شيء أن تحرص على الاستفادة القصوى وهي تجربة جديدة أنا على ثقة أنها ستضيف الشيء الكثير لخبراتك وأياً كان حجم المكسب فلن تخسر شيء . خرجت وأنا أفكر في كُل شيء وقبل أسبوع على موعد السفر المفاجئ كُنت أصارع أمور كثيرة فوضعيالأسري غير مناسب فزوجتي على وشك الولادة برابع الأبناء ( وسيم )كانت زوجتي قلقة وتود وجودي إلى جوارها لم تفصح عن ذلك عندما أخبرتها بموعد سفري ولكني قرأته في عينيها فهي لم تعتد على أن أبقى بعيداً عنهم كُل هذه المدة والحقيقة أن كِلانا لا يطيق ذلك لأكثر من 8 ساعات هي فترة الدوام الرسمي وما عدا ذلك فنحن مع بعضنا البعض منذُ ارتبطنا . ولكن مع الأسف أن هذه الرحلة كانت بداية لرحلات داخلية وخارجية لم تتوقف حتى هذه اللحظة وكُلها إما دراسة أو مؤتمرات أو ورش عمل فقد اكتشفت بعد هذه الرحلة أن أي خسارة مادية لا توازي الاستفادة الذي يجنيها الشخص من الاحتكاك بالآخرين بشرط أن لا تخرج رحلاتك عن أهدافها فالعلم والمعرفة مطلب مُلح لن تحصل علية وأنت تعيش في دائرتك الضيقة بل لكي تحقق أحلامك فأنت تحتاج الكثير من التضحية.كل الظروف لم تكن على ما يرام فالأحوال المادية حينها أيضاً كانت صعبة بعض الشيء خاصة وأنني سأقيم وسأتنقل على حسابي الخاص لم أفصح عن ذلك فقد كنت أشعر بالخجل لمناقشة أمراً كهذا وقلتيفرجها الله .
وأنا أذكر هذه أذكر هذا الأمور التي تعيق تقدمنا ولو خطوة واحدة كما أعتب على وزارتنا الموقرة التي تقف مكتوفة الأيدي حيال توفير مثل هذه الاحتياجات المهمة لدفع عناصرها لتطوير أنفسهم وكُلنا يعرف الكليشة التي تختم بها وزارتنا الموقرة كل تعاميم برامج التعليم المستمر فهي لا تنسى في كُل مخاطباتها أن تضع شرطها التعجيزي لكل متقدم لأي برنامج والجملة المفيدة هي (( ولا تتحمل الوزارة
أي أعباء مادية تترتب على الالتحاق بهذا البرنامج)) جملة بسيطة يكتبها المسؤول بكُل أريحية وهو لايعلم أنها أحد أهم المعوقات التي تأد الحلم وتقتل الطموح . والعجيب بل(( وأعجب من العجب زات نفسه)) كما يقول أخواننا السودانيين. وأقول العجيب أن المديريات العامة للشؤون الصحية بالمناطق تقوم بإعادة المخصصات المالية للتدريب الأبتعاث إلى خزينة الدولة تعيدها بدافع التقشف والحرص بعد أن أعطتها الوزارة لهم عن طيب خاطر لتصرفها على أبنائها . أليس مثل هذا الفعل يدعوا للتعجب. من المسؤول عن هذا؟؟ لماذا يحدث هذا ؟؟ أتساءل ماذا سيكون شعور شخص حفي وهو يبحث عن فرصة للتعلم وتطوير نفسه ويقال له أن الأعتمادات المالية لا تسمح بينما يفاجئ بخبر مفاده أن إدارة التدريب قامت بإعادة المبالغ المرصودة إلى المالية في الوزارة دون أن تنفذ برانامجاً واحد ودون أن يستفيد عنصر واحد من تلك المبال . امور كثيرة لا أدري كيف يتعامل المسؤول معها عندما يرى الأموال تعود أدراجها دون الاستفادة منها؟؟ هل سأل لماذا عادت أدراجها ؟؟لماذا لم تصرف فيما خصصت له ؟؟ لماذا لم يستفيد منها ولا عنصر واحد من عناصر التخصصات الصحية وما أكثرهم؟؟ يبدوا لي أنة لا أحد يسأل ؟؟ أتمنى أن أعرف لو طرح هذا السؤال ماذا ستكون الإجابة علية ؟؟ كم أتمنى أن أعرف الإجابة وهل ستجد من يقتنع بها؟؟ ولكن مع الأسف لا سؤال ولا إجابة !!! الدولة تنفق بسخاء والمسؤول يصر على التقتير والحرمان للجميع بمنتهى البرود.
تذكرة سفر لحضور دورة أو ندوة أو ورشة عمل مستحيل ( النظام لا يسمح) ونفس النظام يسمح للمسؤول أو من يروق له من المقربين وأصحاب الحظوة بالذهاب إلى أي جزء في اليابسة على حساب الوزارة ما هذا التناقض؟؟ لماذا الموظف الغلبان يجبر على الذهاب إلى أي من تلك المناسبات ويسكن ويتنقل ويتحمل تلك الأعباء والتي قد يعجز راتبه المقطوع الذي نصفه مديونيات ونصفه الآخر بالكاد يكفي لمتطلبات الحياة اليومية . ومنا من على عاتقة أعباء مضافة قد تصل لأعالته ثلاث أسر إلى جوار أسرته فكيف سيستطيع أن يطور نفسه وهو هذا حالة هل يستجدي الناس أم يبقى إلى الأبد راضياً بهذا الحال يقف بينما الناس تسير وتترقى وهو مطالب من المسؤولين عنة أن يتطور ويشارك ويتهم أحيانناً بالتقصير . لماذا يحرم هذا الموظف الغلبان من كُل الفرص المتاحة للتعلم لهذه الأسباب . كُل طلباته تقابل بالرفض بينما البعض من أهل الحظوة والمكانة يتمتع بكُل الفرص مع إقامة فاخرة في أفخم الفنادق ويتجول في سيارة فارهه بسائق خاص وتذاكر سفر حكومية ومبالغ مالية يتقاضاها بعد عودته . من أوجد هذه الفروق الفردية والطبقية بين أفراد العمل الواحد ؟؟ من هزم الطموح لدى هؤلاء؟؟ من المسؤول عن هذا؟؟ من أعاق عجلة التقدم والرقي والتطور العلمي والعملي لدى الغالبية العظمى من هذه العناصر؟؟ من أجبر ممرض غلبان على التوقف والجمود المهني لأكثر من 20 عاماً لم يشارك أو يحضر أي مناسبة أو ملتقى علمي أياً كان موقعة ؟؟ من أوقف عقارب الساعة في حياة هؤلاء؟؟ أترك الإجابة لكم على هذه الأسئلة التي تندلع ( كفم ثعبان موسى علية السلام) لتلتهم الزيف الذي نعيشه في مجتمع يرفض أن يتقدم لأنة لا يريد ذلك!! هذه الأسئلة وغيرها تحتاج لإجابة عاجلة وأقول عاجلة لأن هذا الوضع أدى إلى نشوء جيل يتصارع بجهل مع بعضة البعض وتحول المشهد إلى صراعات ودسائس ومكائد ترفض التميز. الأغلبية تريد أن يبقى الجميع في مستوى واحد ومن يفكر بالتميز يعتبر متمرداً وشاذاً ويجب عقابه وحرمانه من فرصة الخروج من دائرة الكمد والجهل. مشهد مريع يعكس العقلية المريضة التي بُتنا نتعامل بها مع بعضنا البعض ما الذي أوجد هذه الأجواء المشحونة بين عناصر العمل الواحد. الرضاء الوظيفي شبة معدوم, انعدام التنافس الشريف,سخط دائم على أصحاب المناصب إما لأسباب شخصية أو لأسباب جوهرية بوجود الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب , هذا يستحق وآخر لا يستحق , شخص عادي في مكان غير عادي وآخر يحمل كُل المقومات بينما يقصيه الصراع ليبقى على هامش المسيرة وذنبه الوحيد أنة يقف وحيداً في وجهه العاصفة لأنة حاول التمرد على القيد. خطأه القاتل أنة حاول إيقاظ أولائك المتناومين. أخطأ عندما حاول رفض أن يعيش بلا معنى لهذا أصبح خطراً يهدد وجود الآخرين المزيف.
مشاهد وصور تتراكم في مشهد الأيام التي لا ترحم الضعيف وقد تقتل الشجاع لأنة يصارع أمواجهاوحيداً.
أكتفي بهذا القدر من وجع الأسئلة الحائرة ولعل الأيام حُبلى بالأجوبة التي قد تأتي وقد لا تأتي؟؟
أعود لأكمل قصة سفري الأولى إلى الرياض مقر الدورة الأولى لي في علم الجودة. فبرغم كُل الظروف التي واجهتها أنا ذاك ذهبت وتحملت تكاليف السفر والإقامة والتنقل ولم أندم على فعل ذلك ولا زلت أفعل ذلك ولن أتوقف مهما كلفني ذلك وأنصح الزملاء بفعل ذلك وسيرى بنفسه المكاسب التي ستغير مجرى حياته العملية وحتى على المستوى الشخصي سيلمس الفرق بين ماضية الجامد وحاضرة المشرق .ثلاثة أشهر بعيداً عن أسرتي وكلانا تحمل وعانى فزوجتي وضعت حملها بسلام ولم أتمكن من أناصدح في أذنيه (بالأذان والإقامة) أحداث كثيرة حدثت خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة التي أسست لمرحلة جديدة في حياتي العملية . ماالذي جنيته من تلك الدورة ؟؟ كيف تعاملوا معي ؟؟ كم يا تُرى قمتُ بهز رأسي على معلومة لم أفهمها
قيلت لي بلغة جدتي الأمريكية التي هاجرت من أمريكا مبكراً فلم أرث لغتها رحم الله جدتي الأمريكية التي لو علمت أنني لن أجد خبيراً واحداً في الجودة يتحدث اللغة العربية لكانت تمسكت بأصولها
الأمريكية لكي يأتي حفيدها الذي هو أنا ضليعاً في لغة أبائها وأجدادها فأنا أتحدر من سلالة أمريكيةنقية والعياذ بالله .
أفيدوني مأجورين كيف لشخص يعيش منذُ نشأته يتحدث اللغة العربية باللهجة العامية وكل دراسته
باللغة العربية المكسرة وحالة في العربية حالة في الإنجليزية أفيدوني كيف له أن يجيد على كبر لغة قوم لم يتسنى له أن يحتك معهم إلا وهو على مشارف الثلاثين من العمر لكم أن تتخيلوا بعد هذه المقدمة حالي في تلك الدورة التي يتحدث الأغلبية لغة الشارع ( الديترويتي الأمريكي الصِرف) ثم لكم أن تتعرفوا على الإجابة عن هذا السؤال المحرج في الحلقة القادمة بإذن الله وليعذرني أحبابي هُنا إن تأخرت في بعض الأحيان ويشهد الله أنني لم أعد أجد الرغبة في مواصلة هذه الحلقات لأسباب شخصية ولكني أجدني ملزماً بالمواصلة إكراماً لمن أعتز بمتابعته لهذه السلسلة التي قد لا ترقى لمستوى ذائقة المتلقي فأنا أجد صعوبة بالغة في بعض الأحيان في تذكر بعض الأحداث كما أنني لدي
شعور ينتابني في بعض الأحيان أن سيرة ممرض بسيط لا تُغري أحد بالمتابعة هذا الشعور ينغص عليأحيانناً ويجعلني عاجز عن الكتابة في أحيان كثيرة ورغم كُل شيء فإذا في العمر بقية فللحديث بقية

الحلقة ( التاسعة )

ذكرت في الحلقة السابقة البدايات الأولى لي في رحلة عملي بقسم الجودة النوعية التي كانت تلك الرحلة بدايتها وإنصافاً للأسماء التي كانت معي في تلك الرحلة سأعرج على ذكرهم فقد كانوا أربعة أولهم مدير المستشفى الأستاذ/ محمد منصور الذي شغل منصب مديراً لمستشفى الملك فهد لأكثر من خمس سنوات كانت في زمن الدكتور / عبد الرحيم عقيل الرجل الأسطورة الذي رحل عن الحياة الدنيا دون أن يأخذ حقه من التكريم الذي يليق برجل مثله فإلى جنة الخُلد بإذن الله ولكني أقولها بألم أن الجميع قصرَ في حقه تقصيراً بالغاً وكان من الإنصاف أن يعبر المنصفين عن امتنانهم لما قدمه من أعمال جليلة في مجال الخدمات الصحية بالمنطقة وما أكثر الشواهد على ذلك الرجُل رحل بعد إن أكتشف أن الكثير ممن كانوا حوله كانوا مجرد ثُلة من المنتفعين اللذين كانوا يظهرون الإخلاص والتفاني من أجل أن تبقى مصالحهم الشخصية وسرعان ما انفضوا من حوله ولم يكتفوا بنقل خدمات ولائهم وتزلفهم لخلفه بل أنهم لمزيد من إثبات الولاء والإخلاص لخلفه هجروا الرجل إلى الأبد مشهد يتكرر في تعاقب الأيام وتبادل المواقع أعجب لهذا النوع من البشر كيف يجيد تمثيل هذه الأدوار في تراجيديا المشهد. قمت بزيارة للدكتور عبد الرحيم عقيل رحمة الله في آخر أيامه فوجدته وحيداً في مزرعته وتبادلنا الحديث كان يهزأ من هذه الدنيا وأحوالها بعد أن طلبت منة أن يسمح لي ويساعدني في كتابة سيرته الذاتية خاصة العشرون سنة ونيف التي قضاها مديراً عاماً للشئون الصحية رد علي وكأنة يهزأ من حال الدنيا التي في مجملها طالت أو قصرت فهي مجرد مشهد زائف لا يستحق العناء والمكابدة .
قال لي يا موسى يكفيني أنك فكرت في فعل ذلك خذ مني هذا التوقيع على هذه الورقة لعلها تكفي لأعبر لك عن امتناني وفرحتي بك وبأمثالك تناول الورقة التي أختار أن يكون لونها ( صفراء )وكتب عليها (( هذه الدنيا لا نشعر بفصول سنينها المورقة إلا عندما نسقط فيها كورقة خريف صفراء تحملها الريح بسهولة إلى حيث لا تدري بمستقرها الدنيا جميلة عندما نكون في أوج اخضرارنا المؤقت ودون أن نشعر تسقطنا الدنيا من حساباتها بمرارة ونصبح مجرد ورقة صفراء أنني أعترف أنني كُنت على خطأ عندما صدقت ابتسامة الشمس الصفراء ولكن الدنيا بخير طالما أن هُناك من فكر بإيجابية تجاه ما قدمته خلال عشرون اخضرارا الآن فقط يا موسى بإمكاني أن أرى كل شيء بوضوح بعد أن غادر المشهد من كُنت أصدق ابتساماتهم الصفراء ما أجمل الدنيا بدونهم كم هي فاتنة هذه الحياة عندما تتبرج بسقوط كل الأقنعة المزيفة فيها شُكراً لزيفهم الذي علمني روعة الحقيقة شُكراً لكذبهم وتزلفهم الذي علمني قيمة الصدق والإخلاص. عندما يرحل ضجيج الزيف من حولك تهديك الوحدة زيارة مخلصة غير متوقعة لشخص حرمك الضجيج تبين ملامح المروءة فيه يأتيك في صمت ليحيي فيك الثقة في أن الدنيا أنها لا زالت بخير شُكراً يا موسى وهذه الورقة الصفراء لك دون غيرك كونك لم تكن مشاركاً في مشهد الزيف التوقيع محبكم/ د:عبد الرحيم عقيلا لذي لم يعُد وحيداً بعد اليوم ))) رحمك الله يا دكتور / عبد الرحيم رحمة واسعة وورقتك الصفراء ستبقى إحدى أهم مقتنياتي وسأظل أحلم أن يوفقني الله في الكتابة عن سيرتك العطرة وكم أتمنى أن يقوم أحد أبنائك بالقيام بهذه المهمة التي هي أقل ما يمكن تقديمه وفاء وعرفانناً لعطاء لا يجهل معالمه سوى حاقد أو جاهل. أعود للحديث عن الأستاذ/ محمد منصور الذي أدار المستشفى بكُل اقتدار لخمس سنوات ثم أنتقل للعمل عميداً للكلية الصحية التي تدمرت بعد رحيله ثم مديراً لمستشفى جازان العام وهو الوحيد الذي أعاد إلى جسد
المستشفى المعاق روح الحياة ولكون الرجل شخصية إدارية تكاد تكون متفردة وناجحة بكل مقاييس النجاح كونه ومنذ أن عرفته على وفاق مع ضميره فقد حورب من أعداء النجاح والتميز وأعجب لهذا المجتمع العدائي الذي لا يتورع عن محاربة أبناءة الناجحين واليوم هو في موقع غاية في الحساسية والأهمية وهو إدارة التشغيل الذاتي وقد التقيته قبل أيام في مكتبي الجديد في إدارة التخطيط والتطوير وتجاذبنا أطراف الحديث حول الهموم المشتركة وقد أهداني الكثير من النصائح والاقتراحات لعملي الجديد ولكن مشاعر الإحباط طغت على لُغتنا المشتركة وللتاريخ أقول أنني أؤمن بنجاحه في منصبة الجديد فبإمكان أمثالة وهم قلة التغلب على كُل الصعوبات إذ مُنح الفرصة الكافية لفعل ذلك أما الشخصية الثانية التي رافقتنا الرحلة فهو الأستاذ/ عبد الملك قاسم والذي كان يشغل منصب مساعد مدير المستشفى لشئون المرضى والذي غادرنا قبل سنوات للعمل في مكة المكرمة والذي أبكى رحيله الجميع بعد أن شغل هذا المنصب لأكثر من 25 سنة أهلته فيها مقوماته الإنسانية الفريدة أن يبقى صديقاً للجميع فهو الوحيد ممن عرفت في حياتي يتفق الجميع على محبتهم له واحترامهم وتقديرهم لشخصيته ظل يساعد المرضى حتى من جيبه الخاص جعل من منصبة طريقة للتقرب إلى الله فأحبة الله فحبب فيه خلقة أقسم بالله أن من أعجب ما رأيت أنة وفي يوم حفل التوديع كان يعمل على تخليص إجرآت المرضى لأخر لحظة يتواجد فيها لم يشغله ذلك الحفل عن القيام بواجبة لآخر لحظة تجاه مرضاة ولأول مرة يحضر المرضى والمرافقين حفل أحد الموظفين حتى أن أحدهم ألقى قصيدة ارتجالية بالمناسبة عبر فيها عن مشاعر الفقد لأحد أعمدة المستشفى و والله لقد بكى الجميع في القاعة هذا هو النجاح الحقيقي الوحيد الذي شهدته طوال حياتي العملية لشخصية إدارية من الصعب نسيانها أو تكرارها بسهولة فسلام علية أينما كان أما الشخصية الثالثة فقد كان الأستاذ/حسن الحازمي والذي كان شاباً متخرجاً للتو من معهد الإدارة كان شعلة من نشاط كان كتلة من الطموح تملأ جسده النحيل الذي يتبوأه عقل ناضج لا يعرف المستحيل كان حينها يشغل منصب مساعد لمدير المستشفى للخدمات الإدارية أظهر حنكة إدارية رغم حداثة سنة طموحة كان أكبر من أن يبقى على ملاك وزارة الصحة التي تجيد بقاء أبناءها على مراتبهم دون تطور وظيفي فنقل خدماته إلى ملاك الإمارة ليجد ما يبحث عنة من تطور وترقي كان رحيله بعد رحيل مدير المستشفى بفترة بسيطة لم يكن رحيله قادراً على إنهاء علاقته الحميمة لأصدقائه حسن الحازمي ظل صديقاً وفياً لكُل من عرفهم وأنا منهم وهو شرف لأمثالي أن يبقى صديقاً مقرباً إلى قلبي إلى الأبد بإذن الله. الشخصية الرابعة كان الدكتور عبد الله مهدي الذي كان تحفة الرفقة بروحة المرحة وكفشاتة النادرة ومواقفه وتعليقاته الطريفة هو بدورة رحل لإكمال دراسة طب الأسنان ولم أعد أعرف عن أخباره شيء منذُ رحل أتمنى أن يكون في أحسن حال.
هذه كانت أول رحلة لممرض بسيط أستطاع أن يصنع صداقة راسخة مع شخصيات من الوزن الثقيل ثقافة وعلم ومعرفة وتميز واليوم وبكُل فخر واعتزاز تربطني علاقة وثيقة مع أسماء قد لا يصدقني أحد لو كشفت عنها وقُلت أنها تستعين ببعض آرائي وأفكاري المتواضعة حول بعض المواضيع الإدارية الشديدة الحساسية وهي مصدر رئيسي يعزز الثقة في نفسي وهي نفس السبب الذي يجعلني في مرمى سهام الآخرين حسداً من عند أنفسهم كونهم عجزوا عن تطوير أنفسهم وكُل ما يستطيعون فعلة هو اتهام الآخرين بالغرور والتعالي والعنجهية وهو دليل فشلهم الذر يع في كسب ثقة الآخرين الذين عجزوا عن مجاراة ثقافتهم وتميزهم والسلسلة وما سأكتبه مستقبلاً كفيل بكشف كُل ما يحيط بهذه الجزئية المهمة من مقومات العلاقات الإنسانية التي تحكم الآخرين بغض النظر عن التحصيل العلمي أو حجم المنصب الذي يشغله الآخر إذن وماذا بعد ؟؟ ماذا عن الجودة ما هي الدورة الأولى التي التحقت بها في الجودة ؟؟ أين كان مقرها ؟؟ ولماذا لديهم جودة ونحن لا ؟؟ لماذا لا نكون نحن من ندرب الآخرين على مضامين الجودة ؟؟ لماذا نتخلف عن الآخرين مسافات ضوئية ؟؟ هل هُناك عيوب في جينات المواطن
الجازاني؟؟ هذا ما سنعرفه
في الحلقة القادمة وإذا في العمر بقية فللحديث بقية!!!!

(( الحــــلــــــقــــــة الـــــــثـــامـــنـــة ))

قبل الاجتماع ذهبت لأداء صلاة الظهــر وأثناء خروجي من المسجد قابلت بالصدفة سعادة مدير المستشفى فصافحني وقال كيف تسير الأمور فقلت على أحسن حال حتى الآن ولكن لدينا اجتماع الآن للجنة الوفيات هل تسمح لي بسؤال قال تفضل قُلت هل سبق أن حضرت أياً من هذه الاجتماعات لهذه اللجنة ؟
فقال هذه مسؤولية المدير الطبي وهيكلياً هو المسئول عنها ولكن لماذا تسأل فقلت سيدي كان مجرد سؤال فأنا قرأت ملف اللجنة وشعرت أن الكثير من قراراتها تحتاج إلى أن تعرف عنها أنت على وجه الخصوص لأن المدير الطبي أجنبي ومعظم الأطباء المعنيين بالحالات التي تُناقش في هذه اللجنة من نفس جنسية المدير الطبي وكُل الأعضاء من العُنصر الأجنبي وأرى على الأقل أن تحضر من وقت لأخر أو تعرض عليك نتائجها ولو حضرت اليوم فقد تتغير الكثير من الأمور فقال متى الاجتماع فقلت الآن بعد دقائق فقال سأتبعك بعد قليل لقد فهمت مقصدك يا موسى أنا سعيد برأيك ألم أقل لك أنك ستنجح اتجهت إلى القاعة وكُنت والسكرتيرة أول الداخلين ثم تتابع دخول بقية الأعضاء وكعادة الاجتماعات العربية لم أعرف في حياتي اجتماع بدأ في وقته المحدد وإن حدث فذالك سيكون حدثاً مهماً أتمنى أن أرى هذا اليوم الذي لا زلت أنتظره بما تبقى لي من عُمر والذي أكاد أجزم أنة لن يأتي حتى يرث الله الأرض ومن عليها وتأكدوا أن هذا اليوم إذا أتى سيكون هو بداية التغيير إلى الأحسن المهم أن رئسنا الموقر أول ما رائني أجلس في طرف الطاولة المستديرة امتقع لونه وتغير وأشار إلى السكرتيرة بإصبعه إليها أن تقترب منه فاقتربت منة فقال لها أرجوا إخراج موسى فهو عضو في لجنة التمريض فقط ولم أسمح له بالحضور إلى الآن وأصبحت السكرتيرة في حرج وفي حيص بيص اقتربت مني وقالت بهدوء الرئيس لا يرغب في وجودك فوقفت وقُلت يا سيدي لما لا تريدني أن أحضر هذا الاجتماع وقبل أن يرد دخل مدير المستشفى لأول مرة في تاريخ هذه اللجنة وقف الجميع وجلس على كُرسي الرئيس بعد أن سلم على الجميع الكُل يتلفت مستغربين هذا الحضور المفاجئ بينما أنا لا زلت واقفاً لم يحسم بعد وجودي من عدمه فقُلت لرئيسي هل أذهب أم أجلس فقال المدير إلى أين تذهب فقُلت أبداً يا سيدي لقد طُلب مني المغادرة فقال وبنبرة جافة اجلس ثم أصدر أوامره الفورية لرئيسي الموقر قائلاً مخاطباً إياه منذ اليوم موسى سيكون عضواً دائماً في كُل اللجان وأنا هُنا اليوم بدعوة خاصة منة وهي دعوة لم يسبق لأحد منكم توجيهها لي انتهى الأمر بإمكانكم بدء الاجتماع مع اعتذاري لهذا التواجد الغير متوقع كان الجميع في ذهول لا يدري أحد ما هي الطبخة ولا حتى أنا وبدأ الاجتماع وتم استعراض المحضر السابق وبدا المدير الطبي مرتبكاً عندما تُليت القرارات والتوصيات التي لا يعرف مدير المستشفى أي شيء عنها ولم ينفذ منها شيئاً إلى تاريخه ظل مدير المستشفى طوال الاجتماع كمراقب وهو يضع يده على
خده ويفكر والكُل يختلس النظر إلى ملامحه التي لم يستطع إخفاء موجة الغضب والغليان في داخلة ولكن ظل صامتاً ثم خرج قبل نهاية الاجتماع بخمس دقائق دون أن يتفوه بكلمة وبمجرد خروجه أنفجر الجميع في وجهي من خولك بدعوته ومن أنت لكي تدعو مدير المستشفى عنده وقفت وبكُل شجاعة وصرخت في وجه الجميع وما سبب ثورتكم هذه أسألوه هو هذا السؤال فأنا لا أجد سبباً لثورتكم هذه إلا إن كان لديكم ما تخشون معرفته من قبل مدير المستشفى صمت الجميع وكسبت كراهية الجميع دفعة واحدة ولكني كسبت المعركة بكُل جدارة خرج الجميع وتم استدعائي من قبل مدير المستشفى بعدها بنصف ساعة دخلت علية فقال اسمع يا موسى منذُ اليوم أنت عيني التي أبصر بها وأذني التي أسمع بها في كُل شيء يخص أعمال هذه اللجان أريد أن تكون لدي صورة واضحة عن كُل ما تعتقدة مهماً إنني أثق فيك هل تُقدر هذا فقُلت بالتأكيد يا سيدي أنا رهن إشارتك وأنا فخور بهذه الثقة ولكن لدي تحفظ على الطريقة التي تريدني أن أنقل لك بها المعلومات فليس من طبعي التجسس على الغير أو نقل أي شيء عن أي أحد ما لم يكن بطريقة رسمية فبإمكاننا عمل نموذج نعرض فيه ملخص للمهم والذي أرى أنك يجب أن تتطلع علية على أن يكون ذلك بتكليف رسمي منك يعلمه الجميع فأنا لا أقبل أن يعتقد أحد أنني مجرد منافق أو نمام أو ناقل أخبار بغرض مضرة الناس لأن الهدف هو الإصلاح ولن أقبل أن يكون ما أعتقدة وتعتقدة إصلاحاً على حساب سمعتي فهي رأس مالي وأنا أربأ بنفسي عن مضرة الناس بأسلوب التجسس نحن نعمل يا سيدي تحت الشمس ولسنا مجبرين على العمل في الظلام فقال وليكن فأنا أحترم هذا الرأي الذي لم أسمعة من أحد قبلك إنني أزداد ثقة فيك أنت لا تتخيل مدى إعجابي بك إذا عليك عمل النموذج بصفة عاجلة وسيصدر قراراً بجعلك مسئولاً عن تعبئته وعرضه علي في أي وقت اسمع يا موسى لقد جعلني هذا الاجتماع افتح عيني على أمور كثيرة وسوف تصدر قرارات اليوم تتبعها أعمال أسأل الله أن يكتب لها التوفيق والنتائج أرهنها باجتهادك وإخلاصك ف تقييمها فأنا على ثقة من قدرتك على تقييم نتائجها فقُلت له سيدي أرجو أن تخاطبني على مستوى فهمي فأنا لم أفهم ما تقصد فقال أنا سأقوم بتكليف طبيب سعودي بالإدارة الطبية ثم سأقوم بتكليف الشركة بالتعاقد مع أحد استشاريي الجودة بالحرس الوطني لعلة يستطيع كشف صلاحية هذا البريطاني الذي لا أرى أنة جاد في عملة وأنا غير مقتنع بوجوده فهو يتقاضى مرتباً عالياً بلا إنتاجية فالحال لم يتغير وهذا الاجتماع كشف لي أن ما يقوم بة لا يتجاوز حبر على ورق بينما الواقع يقول أنة لا جديد ولا جودة ولا جدية فقُلت له سيدي أهدافك سامية وتجاوبك السريع فوق مستوى توقعي وتواضعك في الحديث معي عن أمور مهمة مثل هذه هو فوق مستواي ولكن أسأل الله أن أكون عند حسن ضنك بي .
صدر قرار بتكليف طبيب سعودي مديراً طبياً في اليوم التالي كان المفاجأة الأولى التي دوت في المستشفى وأصبح ذلك القرار حديث الناس وعاد المدير الطبي الذي شغل هذا المنصب سنوات طويلة ليعود طبيباً عادياً بلا منصب بقسم الباطنية ليتقدم بالاستقالة بعدها بوقت قصير.
من هو المدير الطبي الجديد أنة أحد ألمع الأطباء السعوديين لقد أصبح مديراً طبياً كان الجميع يهابه عُرف بعلمه الغزير وفهمه العميق لكُل صغيرة وكبيرة انقلبت الموازين وبدأت العاصفة الطبية التي أحدثت نقلة نوعية في عمل الأطباء كان قراراً تاريخياً هل كُنت سبباً فيه لا أدري ولكن هذا القرار كان مِفصلاً مهماً في تاريخ المستشفى تبعتها أحداث جسام لا أستطيع سرد أحداثها فلم تعُد الذاكرة تحتفظ بمعظمها ولا أرى أهمية لذكرها بعدها بشهر تقرر حضور مؤتمر للجودة النوعية بمستشفى الملك فهد بالباحة كُنت رابع أربعة حيث قرر مدير المستشفى أن يذهب هو والمدير الإداري ومدير الخدمات المساندة وأنا رابعهم بدلاً عن خبير الجودة البريطاني والذي استشاط غضباً وقرر الاستقالة قُبلت إستقالتة فوراً وكأن مدير المستشفى كان ينتظر هذا القرار على أحر من الجمر لم يصدق أن إستقالتة قُبلت ليرحل قبل موعد المؤتمر بأسبوع في حفلة وداع لم يحضرها مدير المستشفى وتولى المدير الطبي مراسم التأبين في رحيل أبدي فإلى الجحيم بإذن الله .
وأما أنا فقد شرفني مدير المستشفى بحضور هذا المؤتمر ضمن هذه النخبة وأن أكون في معيته فذلك أعظم شرف كما أنة جعل علاقتي بالمجموعة علاقة أكثر من رائعة فقد عرفوني أكثر وعرفتهم أكثر وهُم إلى اليوم من أفضل الأصدقاء .
هذه الرحلة لحضور هذا المؤتمر كانت رحلة لن أنساها طوال حياتي وها أنا ذا أحكيها لكم كما حكيتها لأبنائي وزوجتي بعد عودتي لما فيها من أحداث طريفة وعجيبة فالموقف الأول أننا عندما وصلنا إلى المطار كان أحدهم يحمل لوحة تحمل أسمي بالون الأحمر استغربت وأستغرب الجميع وأنا أشرت لحامل اللوحة أن هذا اسمي فقال تفضل سنأخذك إلى مقر الإسكان فقُلت وستأخذني أنا لوحدي وهؤلاء قال هؤلاء عليهم اخذ تاكسي يوصلهم قُلت له هؤلاء أناس مهمين هُناك خطأ فتدخل مدير المستشفى والجميع فا طس من الضحك وأنا منذهل مما يجري فقال أرجوك يا موسى أن تتوسط لنا ليأخذنا معكم فانفجرت بدوري ضاحكاً وقُلت لمدير المستشفى بصراح دبروا أنفسكم أنا أرى كُل واحد يدبر نفسه وعلت الضحكات والسائق ينتظر تفضلي بالطلوع فاقتربت منة وقُلت يا أخي هؤلاء رفاقي ونحن قبائل ولا أستطيع مفارقتهم ويجب أن نذهب مع بعض لأننا أتنا مع بعض وطبعاً أهل الباحة قمة الكرم فتفهم الموضوع وقال تفضلوا جميعاً وعلت ضحكاتنا فقال المدير شوف يا موسى فيه لبس في الموضوع أتمنى أن لا يستمر وأنفجر الجميع في الضحك فقال أنا سأكشف عن شخصيتك فقُلت من سيصدق أقوالكم كُل الإثباتات تدل على أنني المقصود أعتقد أن المؤتمر للتمريض وأنتم ضيوف شرف أما نحن فنحن المعنيين أنفجر الجميع من الضحك وكُل واحد بدأ يخمن الخطأ المهم أننا وصلنا للمستشفى بعد أصبحنا في حالة يرثى لها من فرط ضحكنا وعندما وصلنا استقبلنا أفراد العلاقات العامة وأول ما سألوا جازان قُلنا نعم قال أين استشاري الجودة / موسى قالوا هذا هو قال ما شاء الله لازال صغيراً في السن قُلت له المسألة ليست أعمار يا سيدي لو كان أعمار لكان جدي رئيساً لتشكو سُلوفاكيا وطاح الجميع من الضحك ولم أتمالك نفسي وأنا أكمل فقل المسألة أخطاء وأخطاء مطبعية فقال الرجُل لا بأس مرحباً ألفين تفضلوا أنت رح نأخذك إلى الضيافة الخاصة وهُم سيذهبون إلى الشقق الجماعية والله أيها الزملاء لقد سقط الجميع على الأرض من فرط الضحك حتى سبب لنا ذلك الحرج لم يكُن أحد يعرف سبب الضحك ولم يكشف أحد شخصيتي لهم . وافترقنا والدموع من كثرة الضحك تتساقط المهم أوصلوني إلى المكان المخصص لي والذي كان غاية في الرقي وطبعاً يومها لم تكُن شركة الاتصالات قد خُصصت فلا جوال ولا أسهم .أنهم بعد أن استقروا في موقع إقامتهم قرروا زيارتي فلما وصلوا ظلوا في ذهول من مما أنا فيه من نعيم لا أستحقه فقُلت للجميع أمسكوا الخشب قولوا اللهم لا حسد المهم أنني وبأريحية وبعد أن انتهى الضحك طلبت من مدير المستشفى أن يقيم مكاني فرفض ذلك وقال قسماً بالله إلا أن تستمتع حتى النهاية وأنفجر الجميع من الضحك كان حضورنا مبكراً لليوم السابق ليوم المؤتمر صلينا الظهر ثم أخذنا ضابط من جازان كان صديقاً لزميلنا مدير الخدمات المساندة أخذنا إلى منزلة وأكرمنا غاية الكرم وتعرفون أنتم المفطحات وماذا بعد المفطحات كان مضيفنا مهووساً بالرماية بالبندقية فأخذنا إلى منطقة جبلية وعرة ونصب أهدافاً صعبة المنال وأخذ الجميع يرمي وصوت البندقية يدوي أعادتني تلك الأجواء إلى أيامي الماضية عندما كان أحد عمومتي يدربني على الرماية ولكني كُنتُ أنظر إليهم ورصاصهم يطوح يمينناً ويساراً والبعض يمسك البندقية لأول مرة في حياته وهم ينتظرون مشاركتي فقُلت لهم هذه خسارة وليس فيها متعة لأني لا أجيدها وأخشى أن لا أصيد الجبل فما بالكم في الهدف فقال مُضيفنا ولا يهمك كان الجميع يحاول صيد الهدف بلا جدوى عندها تناولت البندقية وأخذت رصاصة واحدة وهمست في إذن مدير المستشفى وقلت له أرجو أن ارفع رأسكم أمام أهلنا في الباحة فقال هل تجيد الرماية قُلت نوعاً ما لكني محرج منهم فقال أصب الهدف أرجوك فأنتبه الجميع ,اخذوا يوجهونني أمسك جيداً صوب جيداً وما هي إلا ثواني معدودة إلا والهدف في خبر كان أي والله هذا ما حدث أضنها كانت صُدفة طلب الجميع إعادة الكرة مرة على هدف آخر فرفضت ولكنهم أصروا فذهب الهدف الثاني مع الريح بالطلقة الثانية والكُل ينظر في ذهول فلم يطلبوا مني مرة أخرى وإلى يومنا هذا وكُلما التقيتهم يذكرون تلك الرحلة ومفاجأتها لقد كان حضي فيها يفلق الحجر .
لقد عُملت كمسئول كبير وعشت لحظات رائعة لا أعتقد أنها ستتكرر .
ماذا بعد هذه الرحلة التاريخية وهذا المؤتمر إلى أين تأخذني الطريق في الجودة ؟؟؟هل بدأ الحظ يبتسم لي ؟؟هل وهل ؟؟؟
هذا ما ستعرفونه في الحلقة القادمة وإذا في العُمر بقية فللحديث بقة