الأحد، 25 مايو 2008

((( الحلقة الرابعة )))



نعم هو قدري وعشقي في نفس الوقت أن أذهب وأعود لنفس المكان الذي رحلت عنة رغماً عني قدري أن أعيش كُل هذه التجارب التي جعلت مني شخص مختلف في نظر البعض متهم بالصلف والتكبر والغطرسة حتى أن البعض أسماني بالطاووس كل هذا وأكثر من هذه الصفات لازمتني رغماً عني إلى هذه اللحظة طبعاً بلا فخر كُل هذه الألقاب تعمقت في نفوس من حولي نتيجة مواقفي المتشددة تجاه من يحاول إرضاخ فآت التمريض للتبعية ومسخ شخصيته كُنت أقف في وجهه العاصفة ولا أُدير لها ظهري وأتصدى لأي محاولة من هذا النوع وغالباً ما تأتي هذه المحاولات من بعض المسئولين أصحاب المناصب أو من الأطباء بجميع مستوياتهم كان لا يروقني أسلوب التعامل من جانبهم مع فآت التمريض حيث يتعاملون معنا بفوقية وتعالي وكأن مهنتنا مهنة دونية لا قيمة لها هذا التعامل كان يستفزني ويفقدني أعصابي ويعمق كراهيتي لهذا الوضع الذي يحاول البعض تكريسه عنوة من خلال التعامل اليومي معنا بأسلوب الأمر والنهي والإذلال المتعمد نتيجة صمت البعض من فآت التمريض كانت ردات فعلي تجاه هذه الممارسات ورفضي لها يصمني بكُل تلك الصفات كُنت أحاول أن أقنع الزملاء أن مهنتنا وممارستنا لها بإتقان وباحتراف هو ذخيرتنا الحية في التصدي لهم والتي سنخاطب بها عقول الطاقم الطبي وغيرهم من الذين يعتقدون أن عناصر التمريض مجرد دمى يحركها الآخرين كيفما شأوا لا إرادة لهم ولا رأي ينفذوا الأوامر دون تفكير هذه النظرية الفاسدة التي يتبناها البعض كانت تجعلني أستميت في التصدي لأصحابها مما جعل مني شخص غير مرغوب فيه وغالباً ما أتعرض للمسائلة من قبل إدارتي التي ترى أنني بهذه الممارسات أتعمد وضعها في مواجهه معهم وأصبحت في نظر إدارتي أنني أحاول إحراجهم بغرض الإساءة إليهم كنتُ أفشل دائما في أقناع إدارتي بضرورة الوقوف إلى جانب فآت التمريض في مواجهة هذه الممارسات بل وأصبح متهم في نظرهم بإثارة المشاكل وغالباً يلوح رؤسائي بمعاقبتي في حال تكراري لأي عمل من هذا النوع وجدت نفسي وحيداً في مواجهة هذا الطوفان الذي أصبحت إدارتي تعتبرني فيه شخص صاحب مشاكل مهووس بمرض التحرر من وهم العبودية حتى أن البعض وصل إلى اتهامي بأنني أحاول بمثل هذه الأفكار لفت أنتباة الآخرين لعلي بذلك أحقق بعض المكاسب الشخصية من خلال إظهار إدارتي أمام عناصر التمريض بأنها عاجزة عن حماية عناصر التمريض لم يكن هذا الاتهام صحيحاً البتة بل كنتُ أحاول إيصال فكرتي أن الطاقم الطبي ومن في حكمهم ليسوا أناس منزهين عن الخطأ وأن عناصر التمريض ليس وحدهم من يقعون في الخطأ كنتُ أتساءل دائما لماذا غالباً ما تتحمل هذه الفئة أخطاء الآخرين ولماذا في كُل القضايا من الأخطاء الطبية أو الإدارية ينالهم النصيب الأكبر من العقاب فمن خلال سنوات خبرتي لم أجد قضية تم فيها تبرئة أي من عناصر التمريض الذين غالباً ما يتحول من مجرد شاهد إلى متهم لا ينجو من العقاب في أغلب الأحيان كانت كُل هذه الصراعات والمعارك تدور رحاها وأنا أعمل كممرض بقسم الجراحة والمسالك البولية بمستشفى الملك فهد كان الجميع ينصحني بالتوقف عن هذه المواجهات لأنعم بالراحة وأنجو من المسألة الدائمة لي لا أنكر أنني حاولت مراراً وتكراراً العمل بهذه النصيحة ولكن هيهات فالطبع يغلب التطبع حاولت إعلان استسلامي سراً بيني وبين نفسي ولكني كُلما تذكرت قول المتنبئ :
فمن يعرف الأيام معرفتي بها وبالناس روى رمحه غير راحم
فليس بمرحوم إذا ضفروا بة...............إلى آخر قصيدته الرائعة
نعم كُلما تذكرت هذا القول أرفض الاستسلام حتى سراً لأن هذا الاستسلام لن يجعلهم يرحمونني إذا ضفروا بي فإذا ما وقعت في أي خطأ فالنتيجة واحدة ولهذا بقيت على مواقفي الرافضة للإذلال والخنوع والتزلف كنتُ أعتصر ألماً وأنا أرى ممرضه تبكي وهي لا حيلة لها في مواجهة إهانة متعمدة من طبيب أو من رئيس قسم أو من كُل من هب ودب من منسوبي الأقسام الأخرى وهي لا تملك رد لأنها لا تريد أن تدخل في قضية فيها سؤال وجواب وربما لا تجد من ينصفها فتلجأ إلى البكاء للتعبير عن ألمها العميق وتبث حزنها إلى من هم حولها من زملاء المهنة اللذين لا يملكون لها إلا مشاركتها الألم في صمت أو تصبيرها وغلباً من تطالب بالصمت لأنها غير قادرة على مواجهة عدائهم وتكتلاتهم فهي مجرد متعاقدة لا حول لها ولا قوة وليس أسهل من اتخاذ قرار بعدم تجديد عقدها لتواجهه مصير الرحيل لأسباب ممكن تحملها والصبر على أذى الآخرين هو السبيل الوحيد للتعايش مع الوضع بدافع الحاجة إلى الاستمرارية في العمل الذي حصلت علية بشق ا لأنفس قبل قدومها كانت مثل هذه الأوضاع تجعل إحساس مرير ينمو بداخلي يشعرني بالكراهية لهذه المهنة التي يعمل منسوبيها بظهر مكشوف بلا حماية ولا احترام من الآخرين حتى من المسئولين عنهم لا يجدون الحماية مما أفسد علي متعة العمل كُنت أطالب الجميع ممن حولي من الزملاء بالوقف كُتلة واحدة لمناصرة كل من يتعرض للظلم من الزملاء ولكن كُل تلك النداءات ذهبت أدراج الرياح واتهمت بالتحريض وبعد مرور شهور قليلة تم استدعائي من قبل مدير المستشفى آنا ذاك كان الأستاذ/ محمد منصور جوخب مديراً للمستشفى وكان رجلاً فهيماً إدارياً محنكاً كان لقائي الأول بعد عودتي الأخيرة كان مدير التمريض يجلس في مكتب السكرتارية والذي حاولت أن أستفسر منة عن سبب استدعائي ولكنة أومأ لي بعدم معرفته بذلك دخلتُ علية وأنا لا أدري لماذا تم استدعائي أمرني بالجلوس وأمر سكرتيرة بإقفال الباب وعدم إدخال أي شخص حتى يأمر بذلك ثم فاجئني بتقرير من قبل إدارة التمريض يفيد بإثارتي للمشاكل مع الطاقم الطبي وعدم انصياعي لتوجيهات إدارتي مع سعيي الدائم في تكوين أحزاب وتكتلات من شأنها أفساد روح العمل الجماعي مع أتهامي علناً بالتأثير على العنصر السعودي وتسميم أفكارهم من خلال حثهم على مناصرة بعضهم البعض مع مناصرة العنصر الأجنبي كان التقرير يدعو مدير المستشفى إلى اتخاذ قرار صارم يقضي باستبعادي نهائياً من العمل كممرض موضحين عدم رغبتهم في بقائي ضمن فريق عمل التمريض الذي يديرونه وأن عملهم لن يستقيم إلا باستبعادي نهائياً ليتسنى لهم القيام بعملهم على الوجه الذي يأمل المسئولين كان التقرير يتضمن بعض التحقيقات السابقة والشكاوى من بعض الأطباء كان التقرير يدينني بشدة ويحذر من أنني مراوغ جيد قد أتمكن من أثبات براءتي بقدرتي على الحديث والدفاع عن نفسي بأسلوب أدبي مقنع في محاولة في ناجحة لجعل مدير المستشفى يفسر أي دفاع ناجح بأنة أحد الأساليب التي أنتهجها لتمرير مخططاتي لقد حولني القرير إلى شخص في منتهى الخطورة ولم يبقى إلا أن أتهم بأنني (بتُ أشكل تهديداً للأمن القومي ) كانت هذه التهمة الوحيدة التي لم يتضمنها التقرير لأنها أتت قبل أحداث 11 سبتمبر وإلا لما ترددوا من تضمينها في تقرير إدارتي الموقرة التي زورت الحقائق من أجل الإجهاز على ممرض مسكين لمجرد أنها أحست أنه يتوهم أن بإمكانه التمتع بحقوقه التي تكفل له أبسط الشعور بقيمته الانسانيه ويرون في مطالبته بتعامل الآخرين معه معاملة الند بالند هو قمة التعالي والتكبر والغطرسة ويرون أنهم إذا ما دعموا مواقفه الرافضة للذل والهوان سيجعلهم في مواجهه هم في غنى عنها وسيهدد وجودهم ومناصبهم التي تشبثوا بها بعد أن وصلوا إليها بكثير من التذلل والامتهان لقد كان أقصر طريق هو الخلاص من هذا المسكين لأنة الطرف الأضعف والذي يمكن إزاحته بأسهل الطرق كانت هذه سياسة إدارتي الموقرة التي تعلمت منها الدرس الذي جعلني اليوم ومنذُ أن آلت المسئولية إلي أن أعرف أن تدمير ممرض بسيط وهو على حق لا يعني النجاح كمدير للتمريض بل يعني الفشل الذريع له وهو العار الذي سيلاحقه أبد الدهر مهما حقق من مكاسب والتي حتماً لن تدوم لأن دوام الحال من المحال ومن يقرأ التاريخ يعرف ما أرمي إلية.
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم
أيها الزملاء حقيقة أقولها بعد كل ما جرى لقد كان التقرير في نظري تقريراً ذكياً أقفل كُل الأبواب في وجهي أيقنت بأني لن أنجو من تبعاته مهما حاولت فأنا في كُل الأحوال سأبدو لسعادة مدير المستشفى مجرد مراوغ أجيد استخدام المفردات لخدمة أغراضي الشخصية حقيقة أقولها أنني ولأول مرة أشعر بصعوبة في المواجهة كنتُ أبحث عن مخرج لكي أجعله بداية حديثي مع سعادة المدير الذي أنهى تلاوة التقرير بسؤاله ما هو ردك على كُل ما تضمنه هذا التقرير؟؟؟ ولم ينسى أن يذكرني بأن لا أحاول المراوغة فهي لن تجدي نفعاً معه !!!
كيف كان ردي على سعادة مدير المستشفى الذي لمست من خلال نبرة صوته أنة قد عزم أمرة على اتخاذ القرار المناسب تجاهي حتى قبل أن أدافع عن نفسي !!!
محكمة ........!!!!!
تلك المرافعة التاريخية التي ترافعت فيها هي تاريخي القديم والجديد والمستقبلي لأنها أم القضايا بالنسبة لي فهل نجحت أم فشلت هذا ما ستعرفونه في الحلقة القادمة بأذن الله وإذا في العمر بقية فللحديث بقية !!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: