الأحد، 25 مايو 2008

الحلقة الثانية


أيها الزملاء الأعزاء توقفت عند نقطة مهمة وهي قراري بترك المنصب بعد أن استخرت الله ففي اليوم التالي لهذا القرار الحاسم الذي اتخذته لملمت كُل أشيائي وودعت الجميع وكأن القرار كان في جيبي بينما في الحقيقة أنني قانونياً لا زلت مديراً للتمريض ولكني دخلت على مدير المستشفى أولاً وأشيائي كُلها في يدي وطلب أن أجلس معة على أنفراد لأمر هام طلب من الجميع الخروج وقال لي إلى أين

قُلت لة أسمع ياستاذي الفاظل أنا وانت لا يمكن أن نتفق أبداً لأنك لن تستتطع معي صبرا وأنا لن أستطيع تفسير كُل ما أقوم بفعلة من أجل تسيير عملي كمدير تمريض أنت في واد وأنا في وادي آخر وأخشى أن نتسبب بخلافنا هذا في التأثير عل آداء الممرضين وبالتالي حياة المرضى هي في خطر حقيقي بسب خلافنا واختلافنا أنت تريد كُل عمل أقوم بة أن يكون بموافقتك والتمريض هو مسؤليتي أنا وأي خطأ أرتكبة من حقك محاسبتي ولكني لن أسمح لكائننا من كان أن يتدخل في كُل صغيرة وكبيرة

وطبعاً هذا لن يرضيك وأنا لستُ على أستعداد أن أن أتنازل عن حقوقي كمدير للتمريض وسأ مارس كامل صلاحياتي التي منحها لي قانون التمريض وهذا القانون أنا لم أخترعة فقد عملتُ بة لسنتان ونصف وبعد مجيئك تغيرت الأحوال لأسباب لا أعرفها ولكني أريدك أن تتذكر أنك مسؤل أمام الله عن كُل ما يجري وأنت سبب مباشر في تمرد وعصيان بعض عناصر التمريض لأنهم يحظون بالدعم منك ويعتقدون أنهم يتمتعون بحصانة خاصة مما جعلهم يعتقدون أنهم فوق النظام وأنت تعرفهم جيداً وأنا لا اريد نقاش كُل الأمور التي لن تنجوا منها وأنت تعرف ذلك جيداً والأفظل لك ولي أن نعقد صفقة ستكون أنت فيها الرابح الأكبر وهي رحيلي مقابل سكوتي عن أي تفاصيل في هذا الموضوع مع العلم أنني لو أردت البقاء فلن تستطيع تغيير موقفي لأني مكُلف من سعادة مدير عام الشئون الصحية مثلي مثلك بالضبط ولكني أقدم لك تنازلي عن المنصب وسوف أتوجهه حالاً إلى مكتب المدير العام

لطلب الموافقة على نقلي إلى مستشفى الملك فهد وكُل ما اريدة منك هو أن لا تجعل عراقيل في طريق نقلي وإلا عليك تحمل ردة فعلي عندها تكلم بهدوء شديد وقال لي ارجع لمكتبك ولا داعي لأن تتعب نفسك بالذهاب إلى سعادة المدير العام وأنا سأتولى حصولك على الموافقة فقط أعطني طلبك

لا أدري لماذا لم أرتاح لهذا العرض ولكني قُلت لا بأس دعة يقوم بالمهمة أهم شيئ النتيجة سلمتة طلبي بالنقل لمستشفى الملك فهد وكالمجنون ركب سيارتة وبقيت أنا في المكتب منتظراً عودتة وبعد ساعتان عاد وابتسامة عريضة تملأ خدية وقال لي لقد تم تلبية طلبك ولكن يؤسفني أن المدير العام أمر بنقلك إلى مستوصف(( الدقيقة)) وهي قرية نائية جداً من الصعب الوصول إليها إلا بسيارة من نوع لاند كروزر ذات الدفع الرباعي كان ينظر إلي وهو يخبرني بذلك الخبر وهو في غاية السعادة وهُنا أنا لم أنفعل ولم أغضب بل أخذت الأمر وكأنة لا يعني لي شيئاً والحقيقة أنني لو طاوعت الغضب الذي في رأسي لربما حدث أمراً لا يحمد عقباة ولكني تعاملت مع الموقف بمزيد من ضبط الأعصاب لأن الأمور تغيرت والغضب لا ينفع في مثل هذة الأمور وأنا أذكر هذا كُلة لكي يعرف الزملاء أن مثل هذة الأمور تحتاج إلى الهدوء الكامل لأن كُل شيئ بأمر الله ولن تستطيع أي قوة في الدنيا أن تغير ما قدرة الله

لا شك أنني تعرضت للخديعة والمكر الذي لا يليق بمدير مستشفى أن يفعلة ولكن سامحة الله فقد رحل إلى جوار ربة ولا ندري بكم سبقنا بعد أن ترك المنصب هو بدورة بعدها بفترة بسيطة المهم أنني طلبت منة إعطائي طلب النقل لأرى شرح سعادة المدير العام علية فقال الطلب في المديرية ومعي القرار فقط وعليك إخلاء طرفك فوراً والمباشرة حسب القرار فأخذت القرار وأتجهت فوراً إلى المديرية كان الوقت متأخراً حوالي الساعة الواحدة ظهراً من نفس اليوم دخلت على مدير شئون الموظفين فشرح لي أنة تم الأستجابة لرغبتي بالنقل لمركز ((الدقيقة))

فقلت طلبي كان لمستشفى الملك فهد وهذا تزوير وأنا سأتجهه الآن إلى المباحث الأدارية وهم سيحققون في الموضوع وأنا لن أباشر حتى أعرف من زور في طلبي كُنتُ جاداً وقُلت لن أستسلم حتى لو وصلت الأمور أن أذهب لأعلى سُلطة في الدولة فعندها طلب مني الهدوء واجرى اتصال بمدير المستشفى وأخبرة بالوضع وتعاطف معي جداً وقال لمدير المستشفى وهو يحدثة بالتلفون هذا الأمر خطير ولو فعلاً ظهر أنك قمت بتغيير الطلب فالبتأكيد أن الأمور ستتغير ولن تكون في صالحك

فطلب منة أن لا أقابل سعادة المدير العام وأن يقنعني بالعودة وأعتبر القرار لاغي ولكني رفضت وقمت بسحب الطلب الذي تم تغييرة بخط يدة إلى مركز الدقيقة خطة الذي أعرفة جيداً ثم خرجت وصعدت إلى الدور الثاني حيث مكتب المدير العام الذي كان على وشك الخروج والكل في مكتب السكرتاريا بالأنتظار وبنما أنا أنتظر للدخول إذا بمدير شئون الموظفين يجري هو ومدير المستشفيات ويطلبون مني أن أعود وأعتبر القرار لاغي ولكني رفضت وأتهمتهم بالتواطؤء معة ولن أقبل هذا الزيف والتدليس والغش والخداع فأحدثنا ضجة وبينما نحن كذلك خرج سعادة المدير العام وقال موسى خير إيش فيك أخبار لمركز صحي شكلك بنيت عمارة في الجبل وتبغا ترتاح
فقُلت لة لا ياسيدي ولكنها الخديعة التي لا يرضاها عدلك وأخذت أشرح لة ماحدث فاستشاط غضباً وقال لا عليك ماذا تريد الآن فقلت اريد مستشفى الملك وأحالت هذا الطلب الذي تم تزويرة للشؤون القانونية فأصدر قرار بنقلي لمستشفى الملك فهد في حينة وكتب على طلب الذي تم التلاعب فية يحقق مع مدير المستشفى وتعرض علي شخصياً بعد إنتهاء التحقيق
تنفست الصعداء وعرفت قيمة العدل وذقت طعم الخديعة وجربت لون من ألوان الظلم وعشت أجمل لحظات النصر كُل هذة المشاعر كانت تطوح بي في آن واحد ودون شعور وأما م الجميع سجدت سجود الشكر لله عز وجل وعندما وقفت وجدت الدكتور عبدالرحيم يأخذ بيدي بابوة حانية وكأنة يريد أن يخفف من روعي الذي جعلني أسجد شكراً وقال ألهذا الحد تشعر بالظلم فقلت سيدي لن أنسى لك هذا الموقف أبداً ماحييت وسأكتب عنة يوماً ما وها أنا ذا أفعل .
لم أنسى أن أقول لة لة سيدي لقد صنعت مني شخص يعرف كيف يدير الآخرين أبتسم ابتسامة أبوية ولم يعقب
كانت تلك الأبتسامة الحانية آخر علاقتي الحميمة معة فقد كانت الأيام قد توالت عاصفة حُبلب بالكثير من المواقف الصعبة التي جمعتني بة والتي قسى علي فيها كثيراً وتلك حكايةٌ أخرى ستقرأؤنها بأذن الله في الحلقة القادمة
فما مررت بة من تجارب لا أعتقد أن أحداً مر بها خاصة وأنها مواجهات غير متكافئة فمن أنا لكي أقف في وجه عملاق بحجم ومكانة المدير العام الذي كان يوما يُذيق أعتى العاتاة الويلات والكُل كان يرتعب حتى من ذكر اسمة ولا يستطيع أحد إغضابه ولكن من أعجب الأمور التي اكتسبتها أنني أكون أقوى ما أكون مع العتاة والمستبدين وهو سر لم أستطع تفسيرة إلى هذة اللحظة
ولكني أعتقد ان أي شخص يؤمن بقضيتة ويقاتل من أجلها لا رياء ولا سمعة ولا حباً في شهرة أو سلطة يعمل لوجه الله خالصاً فحتماً أن الله لن يخذلة .
عذراً أيها الزملاء أن أوردت هذة الأحداث بتفاصيلها المملة كنتُ اريد أن أورد هذة التجربة كنموذج للصراعات التي تنشأ والتي في أغلب الأحيان يرضى بعض الزملاء ويتجرعون مرارة الظلم الذي يقع عليهم ولو أنهم وقفوا بشجاعة فلن يخذلهم الله طالما هم على حق وأصدقكم القول أن هذة التجربة جلعت مني شخصاً مختلفاً من الصعب أن يستسلم ليس في حياتي العملية فقط بل وعلى المستوى الشخصى في مناحي الحياة الأخرى .
أقسم بالله أنني هُنا لا أريد أن أمجد نفسي أو أدعي ما لا أشعر بة ولكن الحديث يجر بعضة بعضا.

على العموم محطتي القادمة بعد تلك الأحداث هي مستشفى الملك فهد كُنتُ أعرف أن عودتي محفوفة بالمخاطر فقد سبق عودتي هالة إعلامية لم أكُن أتوقعا ولا أتصورها الكُل أجتهد في تفسير أسباب عودتي وأختلق البعض العديد من القصص التي أغرب من الخيال لم أكن أعرف أنني أصبحت مشهوراً بسبب تلك القصص لدرجة لم أكُن أتصورها فترة عصيبة وضعت فيها تحت المجهر والتقييم المستمر مواقف كثيرة وعبر وأشياء لا تصدق ........
كنتُ أعامل وكأني ناشط سياسي وليس كممرض مسكين عاد ليعمل بنفس قسمة الذي رحل منة إجبارياً عاد باحثاً عن الأستقرار هارباً من جحيم المنصب الذي جلب لي المتاعب وأصبحت بعد عودتي في نظر البعض أنني فشلت أو أن عودتي نوع من التأديب لي وكأني خضت تمرداً مات فية نصف أعواني .
مشاعر مؤلمة جعلتني عدواً لدوداً لشيئ أسمة منصب أياً كان حجمة ..
كيف ياتُرى تعاملوا معي؟؟؟ ماهي المعناة التي عانيتها بعد تركي للمنصب ؟؟؟ ماهي التحولات والأحداث المثيرة التي حدثت بعد عودتي ؟؟؟؟ كُل هذا سأ كتُب عنة في الحلقة القادمة

وإذا كان في العُمر بقية فللحديث بقية!!!!!!!!!!
ودمتم بخير

ليست هناك تعليقات: