الأحد، 25 مايو 2008

مدراء التمريض من ينقذهم من لوثة المنصب?( الحلقة الأولى)



إذا كنتَ مديراً للتمريض في أي منشأة مهما كان حجمها فعليك بعد أن تقرأ هذا المقال أن تتجه إلى شيخ متمكن من الرُقيا الشرعية ليقرأ عليك لعلة يخلصك من اللوثة التي أصابتك بعد توليك منصب مدير التمريض هذا المنصب الذي يجعلك في مرمى سهام الآخرين ممن حولك من بعض الزملاء ممن لا يعجبهم العجب ولا أدل على ذلك من بعض المقالات الموجودة في هذا المنتدى والتي جعلت من أصحاب هذا المنصب كأنهم هم وحدهم مصدر شقاء هذه المهنة وسر تعثرها حسب رأي البعض .
من العجيب في هذا المنصب أنك تتحول بين عشية وضحاها إلى شخص مكروه ومحقود علية ومحسود لأسباب لا تعرفها ومن عجائب هذا المنصب أنة وبمجرد أن تسري إشاعة مفادها أن فلان من الناس سيصبح مديراً للتمريض وقبل حتى أن يصدر القرار وقبل حتى أن يعلم المسكين مايجري يبدأ الجميع في الانقسام إلى أحزاب وتكتلات بعضها يؤيد هذا التغيير ليس حُباً في المدير القادم فهو لم يعرف خيرة وشره بعد ولكنة يؤيد كراهية ونكاية وحقد على المدير السابق الذي يصبح أيضاً في لحظة شخصاً منبوذاً بعد أن كان ملئ السمع والبصر .
وحزب آخر أسمية أنا حزب الرفاة وهذا الحزب يذهب لمواساة المدير السابق مع طبعاً جرعة كافية من الانتقادات اللاذعة لمدير التمريض الجديد وهذا الحزب سريع التغيير لمواقفه اللوجستية تبعاً لمصالحة وتماشياً مع الأمر الواقع وهذا الحزب هو الأكثر تبدلاً في المواقف وهم الأكثر استحواذاً على الفرص في عهد أي مدير لأنهم الأكثر تأقلماً فمواقفهم تدعم صاحب الموقف الأقوى فلا يظهروا عداوتهم جهاراً ولكنهم أشد خطراً على أي مدير من أصحاب المواقف الثابتة سواء سلباً أو إيجاباً .
مصيبة المدير الجديد كبيرة ولا يعرفها سواه فبمجرد صدور القرار تجده تائهاً والدنيا تدور برأسه فقد أصبح علية أن يميز بين الطيب والخبيث وهنا يكن السر في النجاح فإن استطعت التمييز عندها سيسهل عليك التعامل معهم حسب ماتقتضية الحالة ولكن تظل مصيبته كبيرة لأن الجميع يعتقد أن هُناك سالب ومسلوب .
أيها الزملاء تجربة مريرة أود أن أحبرها وأدون أحداثها من خلال هذا المقال مع تساؤلي هل ياتُرى ما مربي من مشاعر هو نفس الشعور الذي مر بة مدراء التمريض أو أي زميل عاش تجربة المنصب أنتظر مشاركة الجميع بإضافة تجاربهم الشخصية لعلنا نتعلم ونتعرف كيف تعامل أحدنا مع الوضع وأصدقكم القول أنني وقبل أن أبدأ أقول بأن لا زلت أتجرع مرارة هذه التجربة إلى كتابة هذه السطور.!!!
زملائي الأعزاء التجربة الأولى كمدير للتمريض كانت قبل 17 عاماً بعد تخرجي بسنتين فقط حيث تم تكليفي تكليفاً إجبارياً لأكون مديراً للتمريض بمستشفى العارضة العام كان هذا التكليف الإجباري بالنسبة لي بمثابة الصاعقة التي أصابتني بالذهول فأنا مازلت حينها حديث التخرج أعتبر نفسي بلا فخر جاهلاً كُل الجهل بشيء أسمة إدارة كان القرار أقوى من أن يصد أو يرد فالقرار أتى من سعادة مدير عام الشؤون الصحية الدكتور / عبدالرحيم عقيل رحمة الله رحمة واسعة .
حملت القرار الكارثة بالنسبة لي وبقيت أندب حضي العاثر الذي أعتبرتة آنا ذاك بمثابة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد قتلي مهنياً وفشلي إدارياً وحرماني من الاستمرار في مستشفى تعليمي وهو مستشفى الملك فهد المركزي المنشأة الأكثر تأهيلاً وفرصة تطور أي ممرض فيه شبة مؤكدة إن أراد هو ذلك والذي أعادتني إلية الأقدار لأكون مديراً للتمريض فيه حالياً وتلك حكاية أخرى ستجدونها بين ثنايا حلقات هذا المقال ودعوني أولاً أكمل لكم حديثي حول قصة تكليفي إلى مستشفى العارضة والذي كُنت قبلها سعيداً بعملي كممرض في قسم الجراحة العامة والمسالك البولية في م/ الملك فهد كانت المنافسة الشريفة بين الجميع بالقسم الذي أعمل بة على أشدها وكُنا سعداء بذلك سعادة لا أستطيع وصفها ولكن أتى القرار الذي قلب كُل الحسابات في رأسي بدأت أفكر وأسأل نفسي ماذا عساي أن أفعل في هذه المهمة الصعبة مقارنة بخبرتي وكون المستشفى لم يفتتح بعد ويحتاج إلى إيجاد نظام خاصة وأن الجميع كان يعتقد أنني أحمل المؤهلات للقيام بهذه المهمة بما أن القرار أتى من أعلى سلطة إدارية بالشؤون الصحية .
سامحك الله يا دكتور / عبدالرحيم فقد أتخذ قراره وهو لا يعرف أن من كلفة لا زال يخطو متعثراً في عالم العمل المهني كممرض فما بالك بأن يصبح بقدرة قادر مدير للتمريض قد يتساءل البعض لماذا تم اختياري لهذه المهمة وما هي المواصفات المطلوبة لمدير التمريض وأنا أقول أنني حينها سألت نفس السؤال الذي قد يسأله أغبى خلق الله الإجابة أنني كُنت أحمل مواصفات لا تنطبق على سواي فأنا من أبناء منطقة العارضة الجبلية الوعرة التضاريس والتي لا يرغب أحد الذهاب إليها وعلي إذاً أن أقوم بواجبي تجاه أهلي في المدينة التي هي مسقط رأسي هذا الرأس الذي حمل هم المنصب مبكراً أخذتُ أجرجر خطاي والكل يبارك وهو يضحك مبروك يا مدير أفندي .
أخذتُ أستجمع قواي وقررت أن لا أقبل بالمنصب وأن أواجهه سعادة المدير العام والكُل ينصحني بالمباشرة وقبول الأمر الواقع فلن تغير رأيه أبداً أصريت على المغامرة ذهبت ووقفت أمامه وكُنت لأول مرة أقف أمام مسئول حتى أنني لم يحدث أن واجهت مدير التمريض لدينا وفجأة أصبح في مواجهة المدير العام الذي كان يملأ المكان هيبة لكم أن تتخيلوا الموقف وأخذت أشرح لة أني عاجز عن القيام بتلك المهمة فأنا لا أملك أبسط المقومات للقيام بها لم يلتفت إلي وأنا أتكلم وأنا أرتجف كان مشغولاً بكومة من الأوراق التي أمامة فجأة نظر إلي وقال إذهب وجرب وعُد إلي بعد 6 أشهر اقرأ كُل ما يقع تحت يدك من كُتب علم الإدارة وفنونها لا تخشى شيئاً الأمر ليس صعباً حاول أن تعيش التجربة حتى لو فشلت فذلك ليس نهاية العالم أنا أثق أنك ستنجح ثم لم يترك لي الفرصة للرد وقال بنبرة جافة انتهت المقابلة .
أيها الزملاء خرجت وأنا أغلي وبركان يكاد ينفجر في رأسي أمسكتُ غصة في حلقي تحولت فيما بعد إلى دمعة تعبر عن إحساس عميق بالغبن والظلم لي أولاً وللمرضين الذين ينتظروا من يوجههم والذين فيهم من هو أقدر على حمل المهمة منة والمرضى الذين ينتظروا أن أكون قادر على اكتشاف وتصحيح أخطاء من أديرهم الموقف كان صعباً فأنا لا أعرف ماذا أفعل.
أخذت بالنصيحة وذهبت إلى أكبر مكتبة كانت مليئة بكُل شيء عدا كُتب الإدارة وبعد بحث دءوب ومساعدة من عامل المكتبة حصلت على كتاب كئيب كحالي ولكني رضيت بة إجبارياً مثلما رضيت بما أنا ذاهب إلية باشرت العمل وأجريت أول اجتماع لم أفهم منة شيء ولم يفهموا منة شيء ولكنهم جاملوني واعترفوا مثلما يحدث في التحقيقات البوليسية أن يعترف البريء بجرم لم يرتكبه المهم سارت الأمور على خير مايرام بعد أكتشف الجميع أن من أتاهم( ميح ) على الأقل في شيء أسمة الإدارة وطبعاً هذا باعترافي الشخصي لهم فقد قلت لهم بالحرف الواحد أنا( زيرو) بمرتبة الشرف في الإدارة وعلى من لديها خبرة في الإدارة أن تتقدم إلى مكتبي بسيرتها الذاتية لأوليها أمرنا جميعاً كمساعدة ولم أخفي عنهم أنني سأتغير عندما يشتد عودي ووعدت من يقف معي بأنة سيكون لدينا مكين خاصة بأنني أحضى بدعم مباشر من الإدارة العليا وكُل واحدة تقدمت بملفها وكان معظمهم من الجنسية المصرية ووجدت من خلال الذين تقدموا بملفاتهم أن الجميع قادر على الإدارة ما عدا واحدة وكانت من الجنسية الهندية لم تتقدم فقمت باستدعائها وقُلت لها لماذا لم أرى ملفك قالت أنا أريد أن أعمل ممرضة فقط لقد جربت المنصب أنة وجع رأس وأنا لا أريد أن يحقد علي أحد لقد أتيت لأوفر لقمة عيش لأبنائي وأعتقد أنني لست بحاجة للمنصب في بلد ليس لي نصير فية وقد أدخل في إشكالات أنا في غنى عنها عندها عرفت أن المنصب في كُل مكان وزمان وتحت كُل سماء لة أعداء ولة حُساد .
وتفاجئ الجميع بعد يومين بمن لم تتقدم بسيرتها الذاتية أنها أصبحت مساعدة لمدير التمريض وبدأت أتعلم على يديها كُل شيء فجزاها الله خيراً عني ووفقها أينما كانت مع مواصلتي القراءة اليومية لكُل الكتُب الإدارية التي سافرت خصيصاً إلى الرياض للحصول عليها ونهلت منها فجزى الله من ألفها وطبعها ووزعها عن الجميع ألف خير فخيركم من تعلم العلم وعلمة .
المهم يا سادة يا كرام مشت الأمور وأصبحتُ بقوة السوط مديراً والتحقت بأول دورة في علم إدارة التمريض بمعهد الإدارة بجدة والتي أحدثت توازننا غير النظرة السابقة عني لدى طاقم التمريض فقد اعتقدوا أنني بعد هذه الدورة لن أكون لقمة سائغة لأي أحد ولذلك أكسبتني تلك الدورة هيبة ومكانة مكنتني من السيطرة والشعور بالتوازن ولمدة ثلاث سنوات كنتُ أقف في آخر كُل عام في وسط الجميع محتفلاً بوضعنا المطمئن مشيداً بمجهودات الجميع معترفاً إعترافاً صريحا دون خوف أن ما تفعلة مساعدتي هو سر نجاحنا وتقدمنا بالإضافة إلى نعاون الجميع معها ومعي هكذا سارت الأمور من حسن إلى أحسن طوال 3 سنوات ونصف حققنا بعض النجاحات مقارنة بخبرتي الضئيلة أحسبنا كذلك المهم أن تلك التجربة أكسبتني معرفة كبيرة في فن الإدارة ولكن هاجس العودة لمستشفى الملك فهد كان الهاجس الأكثر استحواذا على تفكيري خاصة وأن هُناك أحداث أوصلتني إلى قناعة تامة بضرورة العودة فأنت إذا أصريت على تطبيق النظام فأنت ستواجهه عاصفة من الكراهية وينشأ صراع يؤثر سلباً على أدائك لم أتحمل حينها هذا الصراع فقد كُنت مسالماً وأكرهه الدخول في دوامة القيل والقال رغم أنني كنتُ سعيداً بما يتحقق على أرض الواقع من رضا لدى المرضى من الرعاية التي يقدمها طاقم التمريض الذي أديرة خاصة وأنني أصبحت أفهم بعض أسرار العمل الإداري هذا الفهم تحول إلى عاصفة تقتلع كُل من يحاول أن يتلاعب أو يتهاون بحياة المرضى كائننا من كان هذه الشدة وأشياء أخرى جعلت البعض يفرح بذهابي وأما المخلصين فكانوا يقاتلون من أجل استمراريتي ولكنني قررت الرحيل وتلك حكاية أخرى .
قررت الرحيل بعد أن أصبح يتقاذفني صراع داخلي بين الاستمرار في المواجهة أو الاستسلام الذي يريده البعض والذي يتنافى كُلياً مع مبادئي التي تربيت عليها ذهبت إلى والدتي وقبلتُ رأسها وطلب أن تدعوا معي الله دعاء المضطر أن يختار لي الصالح وبعد أن استخرت شعرت بالارتياح لاتخاذي قرار الرحيل ولكن إلى أين بالتأكيد ما اريدة م/ الملك فهد ولكن ماذا لو قُبل طلبي بالرفض كيف سأواجهه الأمر ؟؟؟؟؟؟؟ كُل هذة الأسئلة وغيرها ستكون في الحلقة القادمة بأذن الله !!!!!!!!!!
وإذا كان في العمر بقية فللحديث بقية..........!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: