الأحد، 25 مايو 2008

((( الحلقة الخامسة))))

كُنتُ قد توقفت عند ما أعتبره مرافعة تاريخية وأنا أعتبرها كذلك لأنها كانت منعطف مهم في حياتي العملية حيث ساهمت تلك المرافعة في اتخاذ قرار تاريخي بحقي نقلني إلى مطبخ القرار في المستشفى بطريقة دراماتيكية وبسيناريو غير متوقع أذهل الجميع وخاصة من أرادوا لي نهاية مأسوية كانوا يؤملونها فإلى المرافعة: كان مدير المستشفى ينتظر ردي وكأنة يريد أن يكتشف سر هذا المتمرد عاقداً العزم على إنهاء تمرده إلى الأبد هُنا تمتمت بدعاء غالباً ما أستعين بة كلما احتجت إلى ذلك وطفقت أتحدث بصوت مسموع حتى لا يعتقد المستمع أنني أقف في موقف ضعيف قلتُ له سيدي أنت رجل لستُ بحاجة إلى مدح أو ذكر عدله وفهمه لكُل شاردة وواردة في المرفق الذي تديره بكُل اقتدار وهذا ما يجعلني مطمئنناً لحكمك والذي سأرضى بة مهما كان ولن أعترض أبداً وما يجعلني واثق من حكمك علي لأن تاريخك المليء بالعبر يجعلني أشعر هذا الشعور فأنا لدي أحساس عميق أن شخص مثلك عمل مستخدماً يمسح أرضيات المستشفى ويواصل تعليمة ليحصل على الماجستير ليصبح فيما بعد مديراً لكل من كان يقرأ في أعينهم نظرات اللا اهتمام بة كونه يعمل عمل أقل من مستوياتهم ثم هم نفسهم اليوم يعطونه كُل الاهتمام والتبجيل كُل هذه التجارب التي مررت بها قبل أن تصبح مسئولاً يشار إلية بالبنان قادر على فهم معاناتي فأنا ممرض لا أشعر إلى الآن أن هُناك من يعظم شأن مهنتي أو شأن منسوبيها أقرأ في عين المثقف والجاهل نظرة الازدراء والتجاهل التام لدورهم أنا ياسيدي أعترف أنني شخص خطير كما وصفوني في تقريرهم إذا كان أي شخص يريد أن يتفهم أهمية دورة المهني سيعتبر خطيراً أنا أحاول أن أبحث عن التعامل الراقي من الجميع معنا كممرضين وممرضات على الأقل من قبل من نعمل إلى جوارهم من أطباء أو غيرهم كُل صداماتي كان مجرد بحث عن عدالة مفقودة وهي الشعور مجرد الشعور بأهمية دورنا وقيمتنا الإنسانية نريد أن نحظى بالاحترام على الأقل من طاقم العمل الذي نعمل إلى جواره نحن ياسيدي نعمل على مدار الساعة مع المرضى نعمل بكل جهد وإخلاص وتفاني نعمل في صمت في أغلب الأحيان لا ننتظر جزاء أو شكورا من أحد فما عند الله خير وأبقى وأن أتتنا كلمة حسنة من أحد تثني على ما نقوم بة وهو أمر نادر حتىمن إدارتنا الموقرة الممثلة في إدارة التمريض فيه ونعم وفي أغلب الأحيان هذا لا يحدث بل على العكس ففي أغلب الأحيان يتصيدون الأخطاء البسيطة التي لا تتعلق بصميم عملنا وليس لها علاقة برعاية المريض نهائياً وهي إما هفوة بغير قصد أو ما شابهه لنصبح مذنبين في نظرهم ونتحمل الكثير من عبرات التوبيخ ونتحمل ذلك احتراما لهم كونهم المسئولين عنا وإذا حاول أحد التبرير المنطقي أو توضيح موقفة فأن الأمر يزداد سوأً وتصبح في نظرهم أشخاص عدائيين غير مرغوب فيهم إننا ياسيديلا نرفض ألتوجيهه السليم المبني على المعلومة الصحيحة ولكن هذا لا يحدث فكُل القرارات تصدر ارتجالية مبنية على المزاجية والمولاة فإذا لم تكن معي في فأنت ضدي وفي بعض الأحيان يأتي طبيب لدقائق ليوبخك بلا سبب وجيه ويصب جام غضبة عليك كونك استدعيته لرؤية مريض يتلوى ألماً بينما كان يغط ذلك الطبيب في نوم عميق أو يقوم بقضاء أعمالة الشخصية أثناء فترة عملة التي هي من حق المريض ويصبح الممرض متهماً أنة لم يحسن التصرف وإلا لما حدث ما حدث للمريض أشياء كثيرة ياسيدي تحدث في ظل غياب الرقيب لا يعرف فداحتها سوى الممرض المسكين وهو مطالب أن يصمت وأن يميت ضميره وإذا حاول ذكر أي معلومة كانت تشكل خطراً على حياة المريض يصبح صدامياً مهووساً مكروهاً غير مرغوب فيه نحن ياسيدى نرى مئات المائسي التي تدمي القلوب ومطالبين بالصمت ولا شيء غير الصمت لأن رأي الممرض فيما يحدث لا قيمة له ولا معنى حتى لو كان رأياً صائباً فهو يقابل بالتجاهل التام أنني ياسيدي في كُل الصدمات التي ضمنها التقرير كُنت أسعى
إلى أقناع البعض بضرورة أهمية رأي الممرض فهو عنصر مهم في سلامة الرعاية الطبية وقد ينقذ رأي سليم لممرض حياة مريض ولكن هيهات فلا حياة لمن تنادي أنني يا سيدي أصبحت كما ترى بسبب مواقفي الرافضة للذل والهوان نعم أنا أرفض التهميش لدورنا كممرضين وغالباً ما أطالب الزملاء بالتصدي لهذه النظرة القاصرة ولذلك أصبحت متهماً بالتحريض لزملائي على التمرد هكذا أصبحت شخص خطير في نظر رؤسائي هذه الإدارة التي أرى أنها عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الحماية لمن تديرهم ياسيدي جودة عمل الممرض مرتبط ارتباط وثيق بالشعور بالأمان في المحيط الذي يعمل فيه الخوف ياسيدي سلاح فتاك فهو قد يجعل البعض يخفي الكثير من الأخطاء التي ترتكب في الخفاء وتبقى طي الكتمان الممرض الناجح ياسيدي هو من يملك الشجاعة على الاعتراف بالخطأ في الوقت المناسب دون خوف أو تردد وفي نفس الوقت لدية القدرة العلمية التي تمنحه الشجاعة الكافية لمواجهة الآخرين بأخطائهم على أن يجد من الجانب الآخر القبول للرأي والرأي الآخر هكذا يجب أن تكون العلاقة بين كُل الأطراف لضمان سير العمل بروح الفريق الواحد هذه كُل الحكاية أنا ياسيدي مجرد ممرض بسيط ولا أريد أن أكون غير ذلك وليس لدي أي مطامح أو مطامع خارقة للعادة أو مستحيلة فحقوقنا هي مبتغانا ولهم في حال تحقيقها على أرض الواقع مطالبتنا بالوجبات المناطة بنا ومحاسبتنا إذا أخلينا بها أو ببعضها هذا باختصار ما صورة هذا التقرير بصورة بشعة كما ترى وبقي أن يحكم الله في بما ترون من حكم والله المستعان على ما يصفون . كان يستمع بإصغاء تام ثم نظر إلى التقرير وقال لا أعتقد أن حديثك هذا فيه أي مراوغة لا أدري لماذا نفذت كل كلمة إلي قلبي قبل عقلي إنني فقط أفكر أنك تصلح لما هو أكثر من دورك كممرض ماذا تقترح كيف بإمكاني أن أستفيد من هذه الأفكار التي تحملها التي أرى فيها كُل العقلانية هل أنت مستعد للقيام بدور أكبر ؟؟ هل تستطيع إجابتي الآن أم أعطيك فرصة للتفكير ومنحك اتخاذ قرارك بنفسك ؟ لقد ألجمني ردة وأسئلته وحرت جواباً وكان ردي الأخير في حواري التاريخي معه أن قُلت له أنني أضع مصيري وقراري بين يديك فأصنع بي ما تشاء فما سمعته منك يجعلني مطمئنناً أن لا يأس في وجود أمثالك ردك علي وتفهمك لقولي أكرم من أن أختار وهو جميل طوقت بة عنقي ما حييت . نظر إلي وهو يبتسم عُد إلى عملك وسيأتيك القرار إلا إذا كُنت ترغب في الاستمرار فسأمنحك ذلك رغم أنني أرى أنك مشروع لمستقبل ناجح لمهنتك فماذا تريد ؟؟ أيهما تختار ؟؟
سيدي لك حرية القرار وما يقدره الله كائن لا محالة هذا ردي هل تأذن لي بالانصراف؟
تفضل قالها وهو يبتسم كانت تلك الابتسامة بداية لصداقة حميمة ربطتني بهذا الرجل إلى هذه اللحظة
ولا أضنها تنتهي إلا إذا وارانا الثرى فلله درة فالفضل بعد الله له في نهاية سعيدة وبداية مليئة بالأحداث لا أدري كيف ستكون النهاية فيها فهي لا زالت حكاية من حكايا الغيب ..
فماذا كان قراره هذا ماستعرفونة في الحلقة القادمة على أن لا يعتقد أنني أصبحت مديراً للتمريض فذلك
لم يحدث ...............................ماذا حدث؟؟؟ تلك حكاية أُخرى !!!!!

ليست هناك تعليقات: