الاثنين، 27 ديسمبر 2010

تجربة التعليم في السويد ( الحلقة الثانية)

(( الحلقة الثانية))
أعود إليكم بهذه الحلقة التي تتحدث عن كيف كانت البدايه لي لأتعرف على نظام السويد في التعليم
حيثُ كنتُ أعيش دوامة القلق على مستقبل أبنائي الذين لم أكن لأتركهم في بلدي وأنا أعيش في مكان أخر قبل قراري بالسفر كنتُ أتسائل كيف سيكون مستقبل أبنائي في حال أخذتهم معي كيف سيتمكنون من مواصلة دراستهم وهل سيستمرون على المنهج السعودي أم سأدرسهم في المدارس السويديه كُل هذه الأسئل وغيرها كان بمثابة الدوامه التي لا أنفك أفكر فيها حتى كاد رأسي أن ينفجر بل أنني لنفس السبب كدت أن أقرر إلغاء بعثتيالخيارات أحلاها مُر فإن تركتهم ماذا ستكون النتئائج حيثُ لا يمكن للأم أن تتواصل مع مدارس الأبناء من البنين وهل ستستطيع التحكم فيهم فأنا أعرف أن أبنائي في عمر يصعب التحكم فية إلا بالمتابعه اللصيقه لهم وكان إتخاذ قرار بقاء أكبر إبنائي وحيداً هو القرار الأصعب فأخذه معي مع بقية أخوانه كان سيؤثر على مستقبله لأنه في السنه الأخيره للثانويه العامه والأمل في دخوله كلية الطب بجامعة جازان كان يومها قد أصبح وشيكاً خاصه وأن تحصيله العلمي يؤهله لذالك وهذا ما كُنت أرجوه ولكن كل شيئ بأمر اللهالمهم انني توكلت على الله وحزمت أمري على السفر بأبنائي السته وجدان بثانيه ثانوي وعلي في الثالث متوسط ووسيم بالثاني متوسط وعمرو بالأول متوسط وجميله بالصف الخامس وأصغر أبنائي كان لا زال في الرابعه من عمره وبقي أكبر أبنائي لمواصلة دراسته للترم الثاني الصف الثالث الثانوي وهو اليوم والحمد لله بالسنه الثانيه جامعه قسم علوم تطبيقيه تخصص علاج طبيعي بعد أن تبخر حُلم الطب بسبب إبتعادي عنه وتركه وحيداً ولكنه إستعاد توازنه وهو اليوم متفوق والحمد لله في دراسته وأسأل الله له ولجميع أبنائي وأبناء المسلمين النجاح والتوفيقعلماً أن أبنائي يومها كانوا سيختبرون المنهج السعودي في نفس مواعيد إمتحانات السعودية مع جميع أبناء المبتعثين الآخرين بعد أن أنهوا إختبارات المنهج السويديوهنا دعوني أعود بكم إلى كيف إلتحق أبنائي بالمدارس السويديه ومن هنا بإمكانكم أن تتابعوا معي تجربة التعليم في السويد
وصلت السويد في بداية الترم الثاني لعام 2009 كان حينها لا زالت مدارس السويد تستكمل إلحاق أبنائها الذين بلغ عمرهم السن القانوني لللدراسة بالمدارس بمختلف المراحل حيثُ يتم التسجيل إجبارياً لكل من بلغ السادسه والذي يتم تسجيله بالصف الأول وبالتدرج حيث يدخل من عمره 17 سنة الصف الثاني عشر والذي هو الثالث ثانوي عندناالمهم في الثلاثه الأيام الأولى كنتُ محووس في تأثيث الشقه التي إستأجرتها قبل وصولي والتي دفعت إيجار شهر مقدم والتي وجدت إسمي عليها وبمجرد دخولي أنا وأبنائي عبر المطار تم تسجيل عنوان شقتي والذي أتوماتيكياً قام بإخطار المدارس القريبه مني بالحي الذي أسكنه وزود المدارس وكل الخدمات بمعلوماتي أنا وأبنائي طبعاً لم أكن أتوقع أن أحداً سيهتم بوجودي أنا وأبنائي ولم أكن أفكر في إدخالهم بالمدارس السويدية إلا بعد إنتهاء الترم الثاني حيثً عرفت فيما بعد أنه لا يوجد شيئ إسمه الترم الثاني أو بداية العام للتسجيل بل المدرسة التي قريبه منك تقوم بإستدعائك لتسجيل أبنائك حسب العمر الذي مسجل لديهم بموجب شهادة الميلاد والذي موجود لديهم وبإمكان أي شخص يبلغ عمر السادسه مثلاُ في منتصف الترم الثاني على نظامنا بالسعوديه أن يتم تسجيله فوراً في السويد بغض النظر عن بداية السنة اومنتصفها اوربعها او ثلثهاالمهم أن عشرات الرسائل كان يزج بها يومياً في بريد الشقه على عنواني بأسماء أبنائي والمشكله انني لم اكن اجيد اللغة السويديه فأهملتها ولم ألتفت لها نهائياً رغم أن زوجتي كانت تطلب مني أن أعرف ما سر هذه الرسائل والتي معظمها بإسمها وإسم الأبناءكنت مشغول فأخذت على عاتقها البحث عن طريقة لترجمة تلك الرسائل بعد أن تعرفت على سيدة سورية تعمل مدرسه بمعهد اللغه السويديه والتي قامت بترجمة تلك الرسائل والتي كلها تدعونا عاجلاً إلى تسجيل أبنائي مع رسالة أخيره عباره عن إنذار يعرضني للمسائلة القانونيه في حال حرمت أبنائي من التسجيل
طبعاً ذهلت لذالك ولم أصدق ما قالت تلك المترجمة التي طلبت مني أن أتصل على المدرسه لتحديد موعد المقابله لتسجيل الأبناء وبأسرع وقت ونصحتني بعدم معارضة تسجيلهم نهائياً لأن نظام التعليم إجباري وليس من حق أي أب أو أم رفض تعليم أبنائه حتى لو كان أجنبي ويقيم إقامه مؤقته وليس هذا فقط بل حتى لو كنت لا تقيم بطريقة نظامية أي أنك لاجئ ولا زلت تبحث عن موافقة للإقامه فمن حق أبنائك الحصول على فرصة التعليم بغض النظر عن عدم إكتمال مطالبتك بالأقامه وحتى تحصل على الموافقه فعليك تسجيل أبنائك
جلست أفكر كيف أن بعض الأباء لدينا بالسعوديه يبقي أبنائه في المنزل دون أن يعلم عنهم أحد ويبقون يرضخون للأميه إلى نهاية عمرهم تذكرت كيف بإمكان إبن عاصي لأبيه أن يرفض الدراسه ولا يستطيع أباه إجباره على محو أميته
في السويد إذا وجد أي إبن أو بنت ترفض الدراسه فهنا تتولى الدولة إجباره بقوة النظام إلى الأنتظام بالدرسه وهناك سيارة بوليس الحي تقوم بالذهاب به للمدرسة وإعادته يومياً حتى يقتنع بأهمية التعليم وكذلك في حال رفض الأب إلحاق أبنائه فإن السيارة تقوم بإجبار الأب قانونياً بإلحاقهم بالدرسة وتتولى متابعتهم حتى يقتنع الأب بدراسة أبنائةطبعاً كنتُ مذهولاً من هذا النظام فأخذت أتحدث إلى المترجمه أسألها أين الحريه هنا إذا كان هذا نظامهم؟؟فقالت لي يا أخي كل شيئ فيه حرية إلا أن يكون هناك من يحاول إعادة البلد إلى الجهللقد إحتفلوا منذُ زمن بعيد بمحوا الأميه فكيف تريدهم أن يتساهلوا في هذا الجانبإن وجود أي شخص جاهل في مجتمعهم يعتبر خطر يسهل على الآخرين اللعب بفكره هذه كل الحكاية الجهل في أوروبا يعتبر أخطر من أي وباءوعليك أن تحترم هذة النظره وتتقيد بأنظمة البلد فقلت لها ياسيدتي أنا لن أعارض أبداً أنا كنتُ استوضح فعقلي غير قادر على إستيعاب بعض الأجرآت
أيها الساده هذه كانت البدايه التي تعرفت فيها على أن نظام الدوله عندما يسخر كل إمكاناته من أجل محاربة الجهل والحرص على التقدم في هذا المجال ورفض التراجع أو التساهل فيه عندها لن تحتاج إلى العوده لفتح دروس محو الأميه وعندها لن تتحجج أي مدرسه في عدم وجود مقاعد دراسيه لأبنائها وسيكون التخطيط سليم في إستيعاب الجميع مهما كانت الأسباب من أجل هدف عظيم وهو محاربة الجهل
بعد هذه البدايه التي أحببت أن أوضح للبعض فيها لماذا كتبت هذا الموضوع الذي ستكون حلقاته القادمه صدمه للبعض وحكايه مسليه للبعض الآخر فيما سيعتبرها البعض إضائه مهمه على جانب مهم في حياتنا اليومية وهو التعليم الذي هو أساس تقدم الشعوب
ماذا دار بيني وبين مدير المدرسه التي بعثت تلك الرسائل؟؟
كيف كان تعاملهم معي؟؟ كيف قمت بتسجيل 4 من أبنائي بينما قام محامي بإقناع المدرسه بعدم تسجيل إبنتي الكبيره مؤقتاً حتى أجد لها مدرسه إسلاميه تدرس المنهج السويدي نظراً لرفض إبنتي شخصياً للإلتحاق بالمدارس السويديه التي تدرس الجنسين!!!
مع الأسف في بلدي الذي أحبه كثيراً الهر كبر وأصبح نمراً متوحشاً إسمه الجهل في عقول البعض اللذين تركوا الدراسة لأنهم عجزوا أن يصدقوا تلك المناهج ويفهموا فحواهاكيف سارت الأمور؟؟ تلك حكاية أخرى آتيكم بها في الحلقة القادمة
وإن كان للعمر بقيه فللحديث بقيةوإلى لقاء قريب بإذن الله

ليست هناك تعليقات: